شعث: زيارة سليمان اليوم تستهدف وضع خطة واضحة ومفصلة لكل مراحل عملية الانسحاب
بقلم: مفتاح
2004/6/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1140


اكد د.نبيل شعث، وزير الخارجية، في تصريح لـ"الأيام" على ان زيارة اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، الى فلسطين واسرائيل اليوم تستهدف "وضع خطة واضحة ومفصلة لكل مراحل عملية تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي والعودة الى طاولة المفاوضات وقدوم المدربين وجداول زمنية واضحة ومحددة لعملية التنفيذ وضمانات التنفيذ".

وذكرت مصادر مطلعة للصحيفة ذاتها ان اللواء سليمان سيصل الى تل ابيب في ساعات الصباح حيث يلتقي بداية اعضاء اللجنة الرباعية ومن ثم يلتقي وزيري الدفاع والخارجية الاسرائيليين شاؤول موفاز وسيلفان شالوم ومن ثم يلتقي الرئيس ياسر عرفات في رام الله على ان يلتقي في وقت لاحق عددا من المسؤولين الامنيين الاسرائيليين وفي حال نجاح مهمته فانه سيتوجه الى واشنطن لاطلاع المسؤولين الاميركيين الكبار على نتائج المباحثات ونيل الدعم للجهود المصرية.

وشدد وزير الخارجية على ان الكثير يعتمد اليوم شعث: زيارة سليمان على ما سيسمعه اللواء سليمان من المسؤولين الاسرائيليين وقال "بدء اللقاءات مع الجانب الاسرائيلي انما يأتي للتأكد من ان الاسرائيليين ما زالوا عند التزاماتهم السابقة التي قدمت الى المصريين بأن تكون البداية بوقف كافة اشكال العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والتأكد من ان الانسحاب الاسرائيلي من غزة هو جزء من خارطة الطريق وليس بديلا عنها وان يكون بداية لانسحاب من الضفة الغربية فكما هو معروف فان لدينا شكوكا من حقيقة النوايا الاسرائيلية".

واشار د. شعث الى ان التحرك المصري يقوم على 4 محاور رئيسية وقال "هي اولا، وقف اطلاق نار متبادل وفوري بين الاسرائيليين والفلسطينيين حيث ان الاخوة المصريين غير مستعدين للقدوم الى المنطقة الا في حال وافقت الفصائل الفلسطينية على وقف اطلاق النار ووافقت اسرائيل على وقف جميع اشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني من قتل واجتياح وتوغل واغتيال ولذلك بدأ الحوار الوطني في غزة وكان الاخوة المصريون سعداء جدا به". وأضاف "ثانيا، ان الجهد المصري المبذول لا يهدف الى انتزاع الصلاحيات من الرئيس ياسر عرفات ولا صحة لكل من ما يتردد بهذا الشأن فعلى العكس فان احد الشروط الاساسية لدى الاخوة المصريين لنجاح جهودهم هو رفع الحصار عن الرئيس والسماح له بحرية حركة داخل وخارج الاراضي الفلسطينية وهو ما كان اكده اللواء سليمان والقيادة المصرية للرئيس عرفات عدة مرات".

وتابع د.شعث "ثالثا، ان يكون الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة كاملا وشاملا مع الانسحاب من شمال الضفة الغربية وان يستمر هذا الانسحاب ليشمل باقي انحاء الاراضي الفلسطينية العام 1967 وبالتالي ان يكون الانسحاب جزءا من خارطة الطريق وليس بديلا عنها مع ايجاد ربط ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة". وزاد شعث "رابعا، ان تعيد هذه الحركة المفاوضات المباشرة الفورية ما بين الفلسطينيين والاسرائيليين من اجل استكمال تنفيذ جميع البنود الواردة في خارطة الطريق". وشدد د.شعث على ان الخبراء والمدربين المصريين لن يصلوا الى الاراضي الفلسطينية الا في حال كان هناك وقف متبادل لاطلاق النار بما يسمح بتوفير الاجواء المناسبة للقيام بعمليات التدريب واعادة تأهيل وبناء الاجهزة الامنية الفلسطينية وقال "الاخوة المصريين يأتون الى هنا لمساعدتنا وبناء على طلب منا وترحيب منا وهم لن يدخلوا مسلحين وانما ناصحين".

وفي هذا الصدد فقد استغرب د.شعث موقف بعض التنظيمات الفلسطينية من موضوع الجهد المصري وقال "انه موقف مستغرب فهم يأتون الى هنا بناء على طلبنا وهم موضع ترحيب من قبلنا فهم سيساعدوننا كما انهم يشترطون القدوم بوقف كل اشكال العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وهو في صالحنا" وأضاف "ارجو ان لا تؤثر هذه البيانات على موقف الاخوة المصريين". وفيما يتعلق بتوحيد الاجهزة الامنية فقد اشار د. شعث الى ان ما يجري هو توحيد الاجهزة الامنية جميعا في 3 اجهزة وقال "اجهزة المخابرات جميعا ستتوحد في جهاز واحد يسمى الامن السياسي واجهزة الشرطة والامن الوقائي ستتوحد في جهاز واحد هو الامن الداخلي والامن الوطني مع جميع الاجهزة الذي تتبع له سيتوحد في جهاز هو الامن الوطني وهذا هو منطق خارطة الطريق التي وافقنا عليها بدون اية تحفظات" وأضاف "لا ارى احدا يعترض على هذه الخطوة فهي في صالحنا لأنه سيكون من شأنها تحقيق الامن للوطن والمواطن وحفظ الامن وسيادة القانون".

وعما اذا كان الرئيس عرفات وافق على ذلك قال د. شعث قال "لقد ابلغ الرئيس عرفات كتابة وشفاهة الرئيس المصري حسني مبارك والقيادة الفلسطينية على الافكار المصرية بالكامل وهذا يعني الموافقة". وكان د. شعث يتحدث لـ"الأيام" فنلندا التي وصل اليها امس في اطار جولة في عدد من دول شرق اوروبا ووسطها بعد ان انضمت هذه الدول حديثا الى الاتحاد الاوروبي وبدأت تستقطب العديد من المسؤولين الاسرائيليين الذين يحاولون استمالتها لصالح الموقف الاسرائيلي وضد الموقف الفلسطيني. وقال د. شعث "اسرائيل تحول تحريض هذه الدول لتحويلها الى حصان طروادة داخل الاتحاد الاوروبي لحسابها لتحييد الدور الاوروبي عن دعم الشعب الفلسطيني" وأضاف "لقد كان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم وصل الى براغ قبلنا بثلاثة ايام وحاول اقناع المسؤولين هناك بأن تعمل تشيكيا مع دول اخرى انضمت حديثا الى الاتحاد الاوروبي من اجل ما سماه تعديل السياسة الاوروبية المنحازة للشعب الفلسطيني وما سماه اعادة التوازن الى الاتحاد الاوروبي".

وتابع "هناك تحريض اسرائيلي واضح في هذه الدول على سياسة الاتحاد الاوروبي في هذه الدول وهنا تكمن اهمية هذه الزيارة فلا يمكن ان نحول هذه الدول الى حكر لاسرائيل وعلينا تبيان مواقفنا ومحاولة ابقاء هذه الدول معنا ومن ناحيتي فسأعود على الاقل مرة كل 6 اشهر الى هنا للتأكد من ان مواقف هذه الدول في صالحنا وليس ضد صالحنا". وكان د. شعث عقد في تشيكيا مباحثات مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الشيوخ ورؤوساء الكتل البرلمانية مشيرا الى مواقف هؤلاء المسؤولين جميعا، باستثناء رئيس مجلس الشيوخ، كانت داعمة للموقف الفلسطيني وقال " هم معنا في تحقيق تطلعات شعبنا ويريدون ان يلعبوا دورا اكثر ايجابية في دفع عملية السلام".

http://www.miftah.org