'أوباما لا يستطيع فرض حلول على الفلسطينيين والإسرائيليين'
المواقف العربية الضعيفة تؤدي إلى مواقف أمريكية لصالح إسرائيل

بقلم: جهاد بركات لمفتاح
2010/4/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=11493

الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعلن بصراحة: "لا يمكن لواشنطن فرض حلول على الفلسطينيين والإسرائيليين"، أوباما الذي عبر عن إحباطه بسبب تعثر عملية السلام أرجع ذلك إلى "عدم جاهزية الطرفين لتسوية صراعهما"، يبدو أن الآمال بقدوم عهد جديد مع الرئيس الجديد ستتبدد، فهو حتى لم يستطع القول بأن إسرائيل هي التي لا تريد سلاماً، وتناسى كل الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات في القدس والخليل وجميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وتناسى قرارات الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين وبناءات استيطانية جديدة وترحيل فلسطينيين من الضفة في ترانسفير جماعي جديد.

الموقف الأمريكي كان مقتصراً على التعبير عن الأسف اللفظي دون التحرك والضغط الفعلي على إسرائيل في كل ما سبق، بل إنني أذكر تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كرولي بعد افتتاح إسرائيل لكنيس الخراب قوله إن بلاده منزعجة جداً من المواقف التي أعلن عنها عدد من المسؤولين الفلسطينيين بشأن هذا الحدث، مشيراً إلى أن هذه المواقف لا تخدم سوى تأجيج التوتر، ودعا المسؤولين الفلسطينيين إلى وضع حد لما وصفه بالتحريض.

وبعد هذه المواقف الأمريكية لا بد لإسرائيل من الاستمرار بفعل ما تريد بعيداً عن كل القوانين والاتفاقات الدولية التي لا تُطَبَّقُ عليها، وبعيداً عن الاتفاقيات التي وقعتها مع الفلسطينيين أو العرب، فهي لا تقيم وزناً لها ولا تطبق سوى ما يتوافق مع مصالحها، وتطالب بالمقابل من الفلسطينيين التطبيق الحرفي وعدم التحريض، "فلا يجوز تسمية مفترق طرق باسم مخربة إرهابية" وهي المناضلة دلال المغربي.

ولكن ألا يحق لنا أن نسأل عن السر في هذه المواقف الأمريكية وبالتالي الممارسات الاحتلالية؟ (مستوطنون يحرقون سيارتين ويكتبون شعارات على مدخل مسجد جنوب نابلس، إصابة شاب برصاص الاحتلال خلال مسيرة سلمية شرق غزة، قوات الاحتلال تعتقل شابا وتهدم منزلاً وعدداً من البركسات شمال سلفيت، مصر تتهم إسرائيل بنشر بلاغات "كاذبة" بهدف التأثير على السياحة في سيناء، الاحتلال يقتحم منزل الأسير عايد دودين ويعيث فيه فساداً، الاحتلال يعتقل 7 مواطنين ويعتدي بالضرب المبرح على أخر في الضفة) هكذا هي الحياة اليومية، وهذه نماذج خلال 48 ساعة كلها في مناطق من المفترض أن إسرائيل وقعت بشأنها اتفاقيات.

الإجابة على السؤال السابق، يأتي من جامعة الدول العربية، "اجتماع على مستوى المندوبين في جلسة غير عادية يفضي إلى الإجماع على الرفض القاطع للقرار الإسرائيلي العسكري لترحيل الفلسطينيين من الضفة"، ولكن يمكننا وبوضوح القول إن إسرائيل اعتادت على القرارات العربية الخطابية التنديدية، وهي لا تحسب حساباً لها لأنها دون فاعلية تذكر، والولايات المتحدة لا يمكنها أيضاً أن تتبنى مواقف إلا من خلال قياس المصالح التي ستجنيها من إعلانها، فبالتأكيد أنها تحسب حساباً لإسرائيل واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة والذي لا يقابل قوته أي لوبي عربي أو غيره، وها هم 76 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يرسلون برسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون يدعون فيها إلى تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في أعقاب الإعلان عن بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية.

اليوم كما الأمس لا يمكن التعويل على المواقف الرسمية العربية، وبرأي الدور الذي يجب أن ينظر إليه بأهمية هو الدور المجتمعي الشعبي خصوصاً في الدول الأوروبية، ولننظر إلى مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي سيعقد قريباً في العاصمة الألمانية برلين، ولننظر أيضاً إلى الحملة الأوروبية التي ستتجه قريباً بأسطول سفن إلى غزة بمشاركة برلمانيين أوروبيين بقيادة حركة غزة الحرة والحملة الأوربية لرفع الحصار عن غزة، والإغاثة الإنسانية في تركيا (IHH)، وحملة السفينة اليونانية، وحملة السفينة السويدية.

http://www.miftah.org