رياح السماء 8 في مواجهة سفينتي ‘مريم’ و’ناجي العلي’.
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2010/6/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=11698

لم تنته بعد تبعات الأزمة السياسية والدولية التي أوقعت إسرائيل نفسها بها، عقب جريمتها التي ارتكبتها بحق أسطول الحرية، وضحايا سفينة مرمرة ما بين تسعة قتلى وغيرهم من الجرحى، ومازالت تبعاتها متلاحقة، وكان آخرها ماذكرته مصادر صحفية اليوم حول تشكيك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نفسه بمصداقية لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها إسرائيل حول مجرى بشأن الأسطول، وبالتالي هذا التشكيك يعني أن المسؤول الدولي الأول المفترض أنه مؤتمن على ميثاق الأمم المتحدة لا يعبر عن رأيه فقط، إنما يتحدث باسم المجتمع الدولي في شأن قضية لا يحتمل الموقف إزاءها أي التباس.

وعلى الرغم من ذلك فإن شيئاً مما حصل لما يردع إسرائيل عن توجيه تهديدها ووعيدها لسفينتي "مريم" و"ناجي العلي" القادمتين من لبنان، بهدف التضامن مع غزة لرفع الحصار المفروض عليها منذ أكثر من 3 أعوام، واللتان تقلان على متنهما متضامنات وراهبات أمريكيات، و 12 شخصية أمريكية اعتبارية تقلدت مناصب رفيعة سابقة، ما يدحض المزاعم الإسرائيلية بوجود شخصيات إرهابية على متنها.

وقد بين رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري، "أن السفينتين تحملان على متنهما مساعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى والأدوية لمعالجة مرضى السرطان، وللأطفال والنساء" ، وأضاف"أن السفينتين تسيرهما مؤسسة فلسطين الحرة برئاسة ياسر قشلق، في حين تدعم سفينة "ناجي العلي" مؤسسة أمريكية تضم في عضويتها 28 ألف شخص يدعمون القضية الفلسطينية، بينهم أعضاء في الكونجرس”.

وفي غطرسة مجردة ودونما أدنى حياء أو خجل عما اقترفته يداها، شرعت إسرائيل تطلق تهديداتها ووعيدها، متذرعة بنفس الحجج السابقة، التي تنطوي على حماية أمنها وأمن مواطنيها، مدعية أن هذه السفن قد تحمل "عناصر إرهابية وأسلحة لتمد بها إرهابيي القطاع، وهذه المرة تتحدث بكل ثقة كون السفن قادمة من لبنان تلك الدولة المعادية وفقاً للتعريف الإسرائيلي، وكون منظميها مرتبطين بحزب الله.

حيث تشير المصادر الإعلامية والسياسية إلى حالة التأهب القصوى التي أعلنها سلاح البحرية الإسرائيلي، وتجهيز قوات الكوماندوز، وحتى أن اسم العملية القادمة قد تم اختياره عملية "رياح السماء8" استعداداً للمواجهة القادمة مع السفن، وتهدف حالة التأهب التي شملت معظم الأذرع العسكرية إلى تعقب السفن اللبنانية وجمع المعلومات الاستخبارية المتعلقة بها تسهيلاً لمهمة الهجوم.

إلا أن هذه التهديدات والاستعدادات العسكرية لم تثبط من عزيمة القائمين على سفينتي "مريم" و"ناجي العلي" ولا متضامنيها، الذين أكدوا عدم اكتراثهم بكل ما تعد له إسرائيل من عدة وعتاد لمواجهتهم، في رسالة موجهة لإسرائيل بفشل رسالتهم السابقة التي حاولت إرسالها للعالم أجمع، من خلال جريمتها "بأن كل من يتجرأ على القدوم ومخالفة إسرائيل، سيلاقي المصير الدامي الذي واجهه السابقون"، وذلك كله رغم ما كشفت عنه صحيفة هآرتس اليوم بأن "أسطول الحرية" انتصر بالرغم من عدم وصوله غزة وسقوط 9 قتلى وعشرات المصابين بين المتضامنين اثر اقتحام السفن من الجيش الإسرائيلي، وكذلك وقف مسيرة الأسطول ومنعه من الوصول إلى قطاع غزة، حيث ساهم هذا الأسطول بزيادة الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية ومطالبتها برفع الحصار عن قطاع غزة، حسب قول الصحيفة.

لكن الخوف الآن هو أن تعاود إسرائيل الكرة، وترتكب حماقة ومذبحة جديدة بحق السفن اللبنانية، خاصة بعد أن أعلنت صراحةً نيتها باعتراضها وأبلغت الأمم المتحدة "بحقها" في استخدام كافة الوسائل لوقفها، فمع عدو كهذا لابد من توقع أسوء السيناريوهات.

إن مثل هذه المبادرات الإنسانية التي تسعى للتضامن مع مليون ونصف المليون إنسان محاصر في القطاع، رغم كل التهديدات والمخاطر التي تتربص بحياتهم، لابد أن تلقى كل الاحترام ومن قبله الاهتمام والرعاية والمؤازرة والدعم لهؤلاء الذين قدموا من بلدانهم تاركين وراءهم حياتهم وأهلهم وأعمالهم من أجل الدفاع عن الحقوق الإنسانية في العيش الكريم، ويتوجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي العمل بكافة الوسائل من أجل حماية السفينتين من أي اعتداء إسرائيلي متوقع وتمكينها من الوصول إلى قطاع غزة، وأهله الذين يحلمون بيوم الحرية وانتهاء الحصار، ويأملون أن ينظر العالم لهم ولمطالبهم العادلة.

http://www.miftah.org