هل فقدنا 'الأمل'؟
بقلم: آلأء كراجة لمفتاح
2010/7/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=11780

انتهى الهدوء الذي كنا نظنه قادماً قبل العاصفة، لكن العاصفة لم تأت، فقد حملت الرياح سفينة المساعدات الليبية "الأمل" بعد أن كان يحذوها الأمل بأن ترسو على شواطئ غزة، لترسو في ميناء العريش المصري بعد رحلة استمرت أربعة أيام انطلاقاً من اليونان، وبعد أن تلقت ضمانات من القاهرة ومن وسيط أوروبي بأن إسرائيل ستسمح بنقل جميع المساعدات التي تحملها السفينة إلى قطاع غزة، وذلك كما أعلنت مؤسسة القذافي الخيرية المنظمة لهذه الرحلة.

وأورت المصادر أن المسؤولين المصريين في ميناء العريش أوضحوا بأنه سيتم تفريغ حمولة السفينة خلال الساعات القادمة بحيث تنقل المساعدات الغذائية إلى القطاع عن طريق معبر كرم أبو سالم، وستدخل المساعدات الطبية وركاب السفينة عن طريق معبر رفح. في حين أكد نجل الرئيس الليبي سيف الإسلام القذافي انتهاء أزمة سفينة الأمل الليبية وكشف النقاب عن صفقة سياسية بين إسرائيل ومصر تقضي بالسماح لمؤسسة القذافي بالبدء في مشروع لإعادة الإعمار في قطاع غزة، وقال سيف الإسلام في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إنه بموجب هذه الصفقة ستبدأ مؤسسة القذافي قريباً بضخ 50 مليون جنيه بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا لإعادة إعمار غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية ومواد البناء من دون فيتو من الحكومة الإسرائيلية.

وكان التوتر قد سيطر على الأجواء في اليومين الماضيين عندما هدد سلاح البحرية الإسرائيلي السفينة، فقد اتصل بها محذراً من مغبة خرق الحصار البحري المفروض على قطاع غزة والتوجه مباشرة للقطاع، وعندها خشينا ما نخشاه أن لا تتوانى إسرائيل عن تكرار جريمتها السابقة التي اقترفتها بحق سفينة مرمرة ضمن أسطول الحرية، وأوقعت متضامنيها ما بين جريح وقتيل وهم الذين جاؤوا من أكثر من 48 دولة لتقديم المساعدات والدعم المعنوي لأهالي غزة الذين يعيشون في حصار خانق منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، لكن إسرائيل أكتفت هذه المرة بأن تعلن للعالم أجمع بأنها سيدة المنطقة براً وبحراً وجواً، وأن قوانينها الوحيدة التي تسري هنا وعلى الجميع الالتزام والعمل بها، وكل ما غير ذلك سيجد ما لا يحمد عقاباه، فهي كياناً لا يعير أية اهتمام للقيم الإنسانية والأخلاقية ولا للمبادئ والقوانين الحقوقية والدولية، ولا لهؤلاء القادمين من أقطار الأرض لإعلان رفضهم للظلم والقهر الذي تفرضه دولة الاحتلال على الضعفاء، في دلالة واضحة على أن غضب إسرائيل وسخطها لا يقتصر على الفلسطينيين فحسب بل على كل من يساندهم ويؤيد قضيتهم.

فقد جاء حال سفينة "الأمل" كما كان حال سفينتي "ناجي العلي" و"مريم" اللبنانيتين قبل فترة وجيزة، ورغم ذلك فإن تظاهرات السفن هذه وإن لم تحقق ما جاءت لأجله تماماً كما خططت ورسمت له، إلا أنها وبلا شك رمت حجراً في بحر الحصار الساكن، وأحدثت حراكاً عالمياً رسمياً وشعبياً، لكسر هذه العزلة المفروضة على القطاع منذ سنوات وسلطت الضوء على المعاناة والكارثة الإنسانية التي يعشيها، رغم كل التهديدات والمخاطر التي تتهددها، بل وأجبرت هذا الكيان العنصري على مواجهة المجتمع الدولي، الذي وللأسف لم يأخذ موقفاً صارماً من الجريمة التي اقترفتها إسرائيل بحق المتضامنين على متن سفينة مرمرة، بل أوكل لإسرائيل مهمة محاكمة نفسها بنفسها، وهل سيعاقب الجلاد نفسه على جريمته!!؟.

وفي كل الأحوال فهاهي سفينة "الأمل"، تصل بسلام وإن كانت تحلم بأن ترسو على شواطئ غزة، ولكننا لن نفقد الأمل في فك الحصار وإعادة الوحدة يوماً ما وإن طال انتظار هذا اليوم؟؟

http://www.miftah.org