القدس والاعتراف بيهودية الدولة العبرية.
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2010/9/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12005

بات من المعتاد أن يدفع الفلسطينيون ثمن فرحة احتفال اليهود بأعيادهم، إذ لا يجد جيش الاحتلال غضاضة في التنغيص على أبناء الشعب الفلسطيني بسبب الإغلاق والشديدات الأمنية التي يفرضها قبل أيام من العيد، وبعد انتهائه بأيام، حيث فرضت سلطات الاحتلال إغلاقاً شاملاً على الأراضي الفلسطينية منذ أمس الأربعاء وحتى 30 أيلول الجاري بسبب عيد 'المظلة' أو 'العُرش' اليهودي الذي يستمر مدة أسبوع كامل، وقد كثفت الشرطة الإسرائيلية انتشارها ونصبت الحواجز في أنحاء مدينة القدس صباح اليوم تحسباً من تجدد المواجهات التي وقعت أمس في بلدة سلوان وأسفرت عن مقتل شاب، حيث مازال عشرات الشبان معتقلين في سجن المسكوبية بالقدس على خلفية الإحداث. ووفقا لطواقم الاسعاف، قدّر عدد المصابين بحالات اختناق بالغاز بأكثر من 50 اصابة، اضافة الى 8 اصابات برصاص مطاطي، كما أُصيب العشرات إثر اعتداءات بالضرب.

وكل هذا يأتي بدلاً من أن تستريح المدينة المقدسة في هذه الأيام المعدودة من نكد الجنود ووقع أقدامهم، وتنكيلهم اليومي بالسكان وبأصحاب المحال والمارة، حيث ذكرت المصادر الصحفية أن قوات الاحتلال شددت إجراءات الدخول من الأحياء إلى داخل مدينة القدس، والعيسوية ومخيم شعفاط ورأس العامود، خاصة في وادي حلوة بحي سلوان، الذي يشهد هجمة شرسة من قبل الجيش والمستوطنين من أجل السيطرة عليه وطرد أهله وسكانه منه، وقد اثبتوا أن فرحة عيدهم لا تكتمل إلا بحزن وعويل الفلسطينيين على أبنائهم، بعد أن قتلوا الشاب سامر سرحان من بلدة سلوان في المواجهات التي اندلعت أمس الأربعاء، وأخضعوا البلدة لحصارٍ عسكريٍ مُشدّد في الوقت الذي تجوب البلدة دوريات عسكرية وشرطية، بالإضافة إلى نصب متاريس وحواجز عسكرية للتدقيق ببطاقات المواطنين.

وتأتي كل هذه الأحداث والاعتداءات الإسرائيلية في الوقت الذي تجري فيه اللقاءات وتتعاقب التصريحات على خلفية المفاوضات المباشرة بين الجابين الفلسطيني والإسرائيلي، فإسرائيل التي لم تكتف بالتنكيل اليومي بالفلسطينيين، ومواصلة مصادرة أراضيهم وطرد السكان من منازلهم، وحملات التطهير العرقي التي تمارسها بحق المقدسيين، وتعنتها فيما يتعلق بوقف الاستيطان، وتوعدها باستمراره بعد انتهاء قرار التجميد، والتضييق على الفلسطينيين وزيادة الحواجز وفرض الإغلاقات، بل تطالب اليوم وفوق كل ذلك بالاعتراف بيهودية الدولة، إذ ما زال نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة مصراً قبل تحقيق أي اتفاق مع الفلسطينيين على الاعتراف بيهودية دولته، في محاولة واضحة لزيادة التعقيدات والعقبات أمام سير المفاوضات فوق كل العثرات الموجودة أصلاً.

ومثل هذا المطلب ينطوي عليه الكثير من المخططات الإسرائيلية التي تلغي الكثير من الحقوق الفلسطينية وأولها حق العودة للاجئين، لذا يتوجب على الوفد الفلسطيني المفاوض أن يكون يقظ أمام هذه المطالب، وأن لا يستهين بالمخططات الإسرائيلية التوسعية، التي تسعى من خلالها إلى تهويد الأرض الفلسطينية، وخاصة القدس، والدفع من أجل حشد تأييد ودعم دوليين لإلزام إسرائيل بتطبيق القرارات الشرعية والدولية، وإلا فإن مثل هذه الاعترافات ستقودنا إلى طريق لا عودة فيه فيما يتعلق بالثوابت الوطنية التي لا يجب التنازل عنها بأي شكل من الأشكال.

http://www.miftah.org