في الشيخ جراح....محكمة الاحتلال لمستوطنيها: ‘أطردوا الفلسطينيين من منازلهم’
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2010/9/30

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12028

رغم كل العقبات التي تعترض العملية التفاوضية الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المتعثرة أصلاً خاصة بعد استئناف عملية البناء الاستيطاني عند انتهاء فترة التجميد، لا تجد دولة الاحتلال غضاضة في إضافة مزيد من العراقيل والقرارات المستفزة في طريق هذه المفاوضات لإجهاضها قبل أن تخرج بشيء للنور، فقد نوهت صحيفة هأرتس الإسرائيلية في صدر عناوينها الرئيسية أول أمس إلى أن قراراً صادراً عن المحكمة العليا – على حد تعبيرها- يفسح المجال أمام الجمعيات الاستيطانية اليمينية الناشطة في القدس الشرقية لمباشرة إجراءات طرد عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح خلال أيام.

وهذا ليس بالقرار التعسفي الأول الذي يصدر عن ما يُسمى "محكمة العدل العليا"، فقد شهد حي الشيخ جراح منذ مدة طويلة مواجهات بين أهالي الحي والمستوطنين الذين يسعون لتهويده، وتصاعدت حدة التوتر خلال العام الماضي حيث سمحت محكمة الاحتلال للمستوطنين بالسيطرة على منازل الفلسطينيين بدعوى أنهم اجبروا على مغادرة إسرائيل بعد عام 1948، مما يسمح لهم بطرد عائلات فلسطينية لصالح المستوطنين.

ولفت أحد مسؤولي الجمعيات الاستيطانية إلى أن ثلاث عائلات فلسطينية ستطرد من منازلها في الشيخ جراح بعد يومين بعد انقضاء مفعول ما يسمى عقود الإيجار معها .

وعلاوة على ذلك ، فإن المستوطنين سيكونوا قادرين على المضي قدما في خطط للبناء في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على القضية قولها ": من الآن فصاعدا سيكون من السهل على جماعات المستوطنين طرد الفلسطينيين من المنطقة.

وحي الشيخ جراح الذي يعد واحداً من أهم الأحياء المقدسية، ويعود تاريخه لمئات السنين من الناحية التاريخية، وهو لمكانته وموقعه الاستراتيجي كان هدافاً منذ البداية في حملة التهويد التي طالت كل مكان في القدس، وبالتالي فإن تطبيق هكذا قرار يعني تكراراً لسيناريو عائلتي غاوي وحنون وعائلة الكرد، أي أن مزيداً من العائلات الفلسطينية سكون مصيرها الشارع، لكي يتم تهويد هذا الحي تدريجيا وبشكل ممنهج.

ونال حي سلوان هو الآخر نصيبه من عملية التهويد الجارية، والتي تهدف لإقامة الحدائق التوراتية على أنقاض الحي ومنازل سكانه، فيما تتواصل عمليات مصادرة الأراضي لصالح بناء المستوطنات، وتُهدم عشرات المنازل وأخرى تهدد سلطات الاحتلال بالاستيلاء عليها من أجل المستوطنين، وحال القدس في تدهور مستمر، لحين إنجاز المصالحة المعلقة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والمفاوضات المستمرة رغم استمرار الاستيطان.

وبين هذا وذاك يجد المستوطنون متسع من الوقت والمكان لممارسة طقوسهم التلمودية في المدينة المقدسة، واعتداءاتهم المتواصلة على أبنائها، تحت دعم الشرطة والجيش الإسرائيلي، حيث تجولت صباح أمس مجموعات من اليهود المتطرفين وعناصر اليمين الإسرائيلي، في باحات وساحات المسجد الأقصى المبارك، بينما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة سلوان، وذكرت مصادر إن شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابة المغاربة، بدأت بإدخال مجموعات محدودة من اليهود المتطرفين إلى المسجد الأقصى جالت في المسجد ومرافقه، حيث كانت الجماعات اليهودية المتطرفة دعت عناصرها ومؤيديها عشية بدء الأعياد اليهودية للمشاركة في عمليات اجتياحٍ للمسجد الأقصى لأداء طقوس وشعائر خاصة بالعيد اليهودي.

وأمام هذه الحملات التهويدية والعنصرية بحق المدينة وسكانها أين الدور العربي والفلسطيني والدولي، وهل سنكتفي بالتضامن مع السكان المطرودين والمعتصمين على قارعة الطريق أمام منازلهم؟؟، وإذا كان الإسرائيليون يدعون امتلاكهم للمنازل في القدس الشرقية زوراً وبهتاناً، فلماذا لا يحق للفلسطينيين المطالبة بأراضيهم ومنازلهم التي تم الاستيلاء عليها سواء في أراضي ال48، أو في القدس الغربية؟، وهم الأحق بملكيتها.

وماذا عن الأموال التي خصصها العرب في قمة سرت الليبية لدعم القدس والمقدسين؟؟، وهي أضعف الإيمان؟

إن ما يجري في القدس يدق ناقوس الخطر، وهو سرطان خبيث يتفشى شيئاً فشيئاً في المدينة فيغير ملامحها ويغيب تاريخا ووجودها العربي، إلى أن يلتهمها كلها، يوم لا ينفع العلاج إن وجد، ولا الندم.

فهل من منقذ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!.

http://www.miftah.org