المشهد الفلسطيني في الذكرى السادسة لرحيل القائد.
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2010/11/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12142

في الوقت الذي تتطلع فيه الأنظار إلى دمشق، ويسكنها تساؤل واحد حول مصير المصالحة الفلسطينية يصادف اليوم الذكرى السادسة لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات، فهل سيظل القائد يتململ في مرقده حزناً على ما جرى ويجري من بعده على الساحة الفلسطينية، وهل ستكون اللقاءات الجارية بين قادة فتح وحماس مجرد مناورات لن تفضي إلى شيء، لا أكثر من ذلك ولا أقل؟.

والواقع الذي يبدو جلياً واضحا ًعلى الأرض، هو التدهور الذي ما انفك يطال كل جوانب الحياة الفلسطينية، وعلى كافة الأصعدة، سواءً السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، فالعملية التفاوضية متعطلة ولا بصيص أمل يلوح في الأفق لاستئنافها، فالاستيطان الذي هو أحد أهم العقبات التي تقف في طريقها ما زال مستمراً ولم يتوقف، بل وفي اليومين الماضيين طالعتنا وسائل الإعلام عن مخطط إنشاء 1300 وحدة استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم وبيت أكسا، بالإضافة إلى الإعداد لبناء حي استيطاني غرب مستوطنة "أرئيل" يضم 800 وحدة سكنية واستئناف البناء في المنطقة الصناعية وفي أحد الأحياء القريبة.

ناهيك عن الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة واليومية بحق الفلسطينيين سواءً في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، حيث لم تتوقف سرقة الأراضي ومصادرة المنازل، وطرد المقدسيين من منازلهم.

وفي المقابل تجد نتياهو يحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية تعطل المفاوضات لربطها العودة إليها بوقف الاستيطان، قائلاً أن: "من يريد سلاما لا يضع الشروط"، وكأن من يريد سلاماً لا بأس بأن يصادر المنازل والأراضي ويحرق المحاصيل ويعتدي على المواطنين ويذلهم ليل نهار على الحواجز وعلى المعابر ويشل حركتهم وينتهك أمنهم وخصوصيتهم في كل وقت وفي كل مناسبة، ناهيك عن اعتداءات عصابات المستوطنين غير المتوقفة.

وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث عن إصلاح على الجبهة الداخلية بإنجاز المصالحة، ومحاولة حشد تأييد دولي من أجل المضي في العملية السلمية، يبقى الحال على ما هو عليه، من تعطل يطال الأمور المجتمعية وكل الحاجات التنموية ولاقتصادية المرتبطة بالمواطن الذي يقف حائراً بين شقي الوطن، فلا مجلس تشريعي مفعل، ولا تواصل مجتمعي ولا ثقافي ولا قانوني بين الوطنين، ومع استمرار الحصار على قطاع غزة، وانعزاله عنا رغم ما يعانيه من صعاب ومشاكل، يبقى المشهد الفلسطيني الداخلي بأزماته وعثراته وإخفاقه المتكرر حائلاً دون حشد دعم سياسي وتأييد دولي للقضية الفلسطينية.

فحري بكلا الجانبين أن يكونا قد أدركا أن ثمن الانقسام أكثر بكثير من ثمن الأجندات الفردية، وأن تنازعهم الحالي ما هو إلا على سلطة وهمية، طالما أن حكومة اليمين الإسرائيلي تواصل سباقها مع الزمن لفرض أمر واقع، منتهزة هذا الانقسام الذي إذا ما استمر لن يجد أي من القطبين الفلسطينيين جدوى من تلك السلطة المفروضة على فتات دويلات متناثرة هنا وهناك، وتنخرها المستوطنات، لذا نأمل من القادة الفلسطينيين أن يفوتوا هذه الفرصة على الاحتلال، وأن يستغلوا ذكرى رحيل القائد أبو عمار، الذي دفع حياته ثمناً من أجل القضية الفلسطينية، وآثر الموت على أن يتنازل عن القدس والثوابت الوطنية، فمن أجله ومن أجل كل من بذل حياته وماله للوطن، يجب أن يبدوا الأولوية للمصلحة العليا ويعيدوا اللحمة والوحدة بيننا، فلا تعود علينا هذه الذكرى المؤلمة العام القادم إلا وقد زال ما يزيدها ألما ًووجعاً عاماً تلو الآخر.

http://www.miftah.org