إما مفاوضات أو قرارات أممية.. أهذا هو خيارنا الاستراتيجي؟
بقلم: نداء ابراهيم لمفتاح
2010/11/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12168

"تجميد أم لا تجميد؟" هذا هو السؤال المطروح في هذه الفترة. سؤال جعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يتدلل على إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، طالبا -بالمكتوب الموثق- ضمان عدم المطالبة بتجميد الاستيطان أكثر من تسعين يوما، هذا فضلا عما تسرب من ثمن ستدفعه أمريكا يساوي مليارات الدولارات على شكل صفقة تشمل تسليح إسرائيل بالطائرات.

لكن السؤال الذي يلي ذلك هو السؤال الأهم.. "ماذا بعد الأشهر الثلاثة؟".. فالتركيز الفلسطيني على المستوطنات لم يكن خطوة إستراتيجية، لأن إسرائيل استغلـّته لصرف نظرنا عن المسألة الهامة بحق وهي قضايا الحل النهائي، والتي تعد قضية الاستيطان أحد بنودها التي سيتم البحث فيها حال التوصل إلى حل نهائي.

كما أن تجربتنا مع ما سمي "بتجميد" الاستيطان السابق تقول إن تسارع وتيرة البناء بعد انتهاء التجميد تجعله يحمل بعدا معنويا وأخلاقيا أكثر منه تقليلا فعليا لحجم البناء في المستوطنات، إلاّ أنه وبعد إعلان الرئيس محمود عباس الموقف الفلسطيني بأنْ لا مفاوضات مع الاستيطان أصبح من الصعب عليه التراجع عن ذلك لأن ذلك فيه إضعاف لموقفه، أمام مفاوضه الإسرائيلي أولا وأمام شعبه بالدرجة الثانية.

إذاً فالوضع الفلسطيني ليس في أحسن أحواله، لا سيما وأن ملف المصالحة الداخلية يعود أدراجه بعد كل محاولة للتقدم.

ومحاولاتنا لإلزام إسرائيل والعالم بتنفيذ وثائق قانونية أو قرارات أممية لن تنجح في ضمان حقوقنا عمليا، ما ستؤدي إليه تلك القرارات هو تأييد للقضية من الناحية النظرية فقط.

العمل السياسي الجاد هو الوحيد القادر على استرجاع حقوقنا على الأرض، وهذا الحراك السياسي يتمثل في القدرة على التعبئة والتنظيم على جميع المستويات من أجل تحقيق أهدافنا. ولنا أن نتخذ من التجربة الإسرائيلية مثلاً لنرى قدرة اللوبي الإسرائيلي على تغيير موقف واشنطن والتأثير على سياساتها.

وبالتزامن مع هذا الحراك السياسي، يمكننا التركيز على أهمية بناء مؤسساتنا وإصلاح هياكلنا السياسية وتطوير شبكة علاقاتنا الدولية.

هذا كله يندرج في إطار صياغة موقف فلسطيني جديد يراعي خصوصية المرحلة ويطرح فكرة الفعل عوضا عن رد الفعل، موقف يدرس خيار الدولة الواحدة أو المقاومة السلمية أو غيرها من الخيارات التي تتخذ من التجارب السابقة العبرة والعظة.

وأمام هذه البدائل، يبدو أن طي صفحة المفاوضات هو الحل الأنسب لأبو مازن، لا سيما وأن نوايا قائد الائتلاف الحكومي اليميني نتانياهو باتت واضحة.

ومن الفطنة أن نتذكر أن التفاوض هو تبادل للقوة والنفوذ بين طرفين، لذا فإن النفوذ هو أهم شرط مسبق لعملية التفاوض.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

http://www.miftah.org