هل أسف نتياهو على قتلى غزة؟
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2011/3/24

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12485

تتسارع الأحداث على الساحة الفلسطينية، فأول أمس استفاق الفلسطينيون على 9 شهداء بينهم أطفال في قصف إسرائيلي بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وكان ذلك أحدث الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والتي تصاعدت وتيرتها بعد مقتل المستوطنين الخمسة في مستوطنة "إيتمار"، ووجهت أصابع الاتهام للفلسطينيين كما هو معتاد زورا ًوبهتاناً رغم أن التحقيقات الأولية كشفت عن تورط عامل أسيوي كان يطالب المستوطن -رب عمله- ب10 ألاف شيكل، ومنذ أن تسرب ذلك للإعلام حاولت إسرائيل تجاهل الموضوع وتضليله، فيما نسارع نحن لاستنكار العملية وإدانتها، وكان حرياً بنا إنكار الجريمة و نفي التهمة عن أنفسنا، تماماً كما فعلت مجدداً بالأمس بُعيد وقوع انفجار في كابينة هاتف في القدس أردى إمرأة وأصاب 35 شخصاً على الأقل بجروح، بعضهم حالتهم حرجة.

حيث أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانفجار بشدة كما أدانه رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض قائلاً إن مثل هذه الأعمال تعود بـ"الويلات" على الشعب الفلسطيني. وقال فياض في بيان "أدين بأشد العبارات هذه العملية الإرهابية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها".

يبدو واضحاً أن الأطراف الفلسطينية سواء القيادة الفلسطينية في السلطة أو حماس والفصائل الأخرى غير معنية بالتصعيد حيث يؤكد الجميع أنهم ضد أعمال العنف والتصعيد المسلح، في حين يبدو جلياً في المقابل غياب الحل السلمي لدى الجانب الإسرائيلي، وتواصل تنفيذ مخططاته التوسعية في الضفة الغربية وتهويد القدس وتنغيص حياة الفلسطينيين وحرمانهم الأمن والهدوء، وتجاهله المستمر للمساعي الدولية المطالبة بالسلام.

ووسط انشغال العالم ووسائل الإعلام الدولية بتغطية ما يحدث في العالم العربي من ثورات شعبية وفي العالم من كوارث طبيعية، تواصل إسرائيل اعتداءاتها وتضيقها على الفلسطينيين، وتشن هجماتها شبة اليومية على القطاع والتي يذهب ضحيتها العشرات من الفلسطينيين الأبرياء، فيما التخوف الآن من شن هجوم جديد على القطاع قد يعيد الكارثة الإنسانية التي أحدثها جيش الاحتلال في كانون أول عام 2008.

وفي الوقت الذي لا نملك فيه سياسة إعلامية واضحة تجاه إسرائيل، نسارع على التعليق على جرائم حدثت هناك لا علاقة لنا بها، ولا ناقة لنا فيها ولا بعير، وربما نسارع بإعلان أسفنا، فيما نتياهو لا يعير بالاً للضحايا التسعة الفلسطينيين الذين سقطوا في غزة، أو غير من الفلسطينيين الذين يسقطون كل يوم.

في المقابل تناقلت وسائل الإعلام الغربية خبر الانفجار الذي حدث بالأمس في القدس، في إشارة صريحة للفلسطيني المجرم الذي قام بهذا العمل الإرهابي، رغم أن أياً من الفصائل الفلسطينية لم تتبن العملية، دون أن يُذيل خبر الانفجار بسقوط 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في قصف إسرائيلي غير مبرر على قطاع غزة.

إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وقد مضى وقت طويل على تصويرنا أمام العالم كمجرمين وعاشقون للقتل والدمار دون أن نحرك ساكناً، ودون أن ندرك أهمية الرد على ذلك بنفس الطريقة التي تتهجها إسرائيل ومؤيدوها في العالم.

فالجزاء يكون من جنس العمل، وقد حان الوقت لوضع سياسة وإستراتيجية إعلامية مقابلةلتلك التي تنتهجها دولة الاحتلال، وإيجاد مجموعات تأثير وضغط، لتحسين صورتنا التي شُوهت، بل ولإظهار حقيقة وجه الاحتلال الإسرائيلي وإجرامه.

عار علينا أن تقف مكتوفي الأيدي شباباً وشعباً وقادة، أمام هذا التشويه الإعلامي الصريح، الذي يعكس واقعاً مخدوشاً عن حقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يكون الفلسطيني هو الجلاد لا الضحية!.

آلآء كراجة هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلمات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

http://www.miftah.org