نتياهو بين مطرقة الشرعية .. وسندان الحقوق المشروعة
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2011/4/20

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12577

فيما تتعالى الأصوات الفلسطينية الداعمة والمؤيدة لإعلان الدولة الفلسطينية في أيلول القادم على حدود الرابع من حزيران عام 1967، تجد معارضة الولايات المتحدة إعلانا من هذا القبيل من خلال ما تسميه "خطوات أحادية الجانب"، وهو خيار كان الملاذ الوحيد للقيادة الفلسطينية التي خاضت مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، لكنها لم تكن أكثر من مجرد غطاء لممارسات رئيس وزرائها نتنياهو، التوسعية والاستيطانية والذي راهن على إضاعة الوقت لابتلاع مزيد من الأرض الفلسطينية، وتهويد القدس وإلغاء الوجود العربي فيها.

والحقيقة أن الولايات المتحدة سارعت إلى إعلان معارضتها لمثل هذه الخطوة ردا ًعلى تحذيرات الرباعية بالأمس معلنة فيها تحديها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إذا لم يتجاوب مع الجهود المبذولة لدفع عملية السلام إلى الأمام، الأمر الذي يضعه في زاوية الاختيار وتحت ضغط المجتمع الدولي، الذي نفد صبره حيال توقف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة مع تصاعد الاضطرابات في العالم العربي، كما ورد على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

لكن يبدو من الواضح تماماً أن نتنياهو ليس لديه أية نوايا حسنة من أجل تقديم خطوة إيجابية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أو إنعاش العملية التفاوضية، وإنهاء الاحتلال ، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية، فهو على العكس من ذلك مستمر في المصادقة على مشاريع للبناء في المستوطنات، لأنه لا يسعى للخروج من الضفة الغربية كما أشارت خطته الوهمية للانسحاب من مناطق منها والتي أعلنها الأسبوع المنصرم.

إلا أن الضغط الواقع على نتنياهو اليوم ليس ضغطاً دولياً فحسب بل هو أيضاً من داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تناقلت وكالات الإنباء اليوم خبراً حول نية العشرات من الشخصيات العامة في إسرائيل تنظيم احتجاج في الغد أمام قاعة الاستقلال في شارع روتشيلد في تل أبيب، للإعراب عن تأييدهم إعلان دولة فلسطينية على حدود 1967، وسوف يدعون عامة الناس للانضمام إليهم للتوقيع على وثيقة بهذا الخصوص، وذكرت المصادر أن رعاة هذا الحدث يصرون على أنه لن يكون احتجاجا رمزيا ، وإنما جزء من عملية واسعة النطاق من شأنها أن تؤدي إلى البديل الشرعي لسياسات إسرائيل الحالية، وهو تحرك يشكل مصدر إزعاج آخر لنتنياهو الذي ما زال يصم آذانه أمام نداءات العالم أجمع، ويعيش في عزلة خلقها هو لنفسه ولشعبه.

وفي الواقع فإن هذه السياسية الذي يطرحها نتنياهو ويتمسك بها، ولا يريد أن يحيد عنها ولا بأي شكل من الأشكال، تعطي دلالة واضحة على الإنكار الإسرائيلي التام للحقوق الفلسطينية، وعلى العقلية المتناقضة تماما ًمع مفهوم السلام الذي لا يمكن له أن يتماشى مع هذه الممارسات المتطرفة.

وكما أن الحكومة الإسرائيلية ستسعى الآن للقيام بحملة سياسية ودبلوماسية واسعة تجاه دول الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية، من أجل الوقوف في وجه الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67 في نهاية أيلول القادم، يتوجب علينا في المقابل أن نمضي بحملة سياسية واسعة أجل حشد الرأي والتأييد للاعتراف بدولتنا، وعلى الصعيد الداخلي علينا العمل بجد وعلى مختلف الأصعدة والمستويات من أجل جهوزية الدولة التي نريد لها أن تكون.

من هنا نطالب المجتمع الدولي واللجنة الرباعية بدعم الموقف الفلسطيني والوقوف إلى جانبه من أجل الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، ليس هذا فحسب بل وأيضاً الوقوف في وجه الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تجاه الفلسطينيين وإن لم يكن إيقافها، فعلى الأقل الحد منها، وذلك أضعف الإيمان.

http://www.miftah.org