شاليط ليس أفضل من أسرانا.
بقلم: آلآء كراجة
2011/6/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12780

يبدو أن الإجراءات التعسفية والقهرية وسياسة الإهمال الطبي والعزل الانفرادي هي الحفلة التي يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناهو أن الأسرى الفلسطينيين يعيشونها في سجون الاحتلال، فهو الذي شن هجوماً واسعاً على عليهم مساء الخميس الماضي 25 من حزيران عندما تحدث في الجلسة الختامية لمؤتمر "الرئيس" المنعقد منذ أيام في مقر الرئاسة الإسرائيلية، مدعياًّ أنهم يعيشون في حفلة واصفاً إياهم بالقتلة ومتوعداً بتشديد ظروف أسرهم، وبأنه لن يكون هناك "بعد اليوم مزيداً من حملة الماجستير والدكتوراه بين "القتلة" وستنتهي ظروف اعتقالهم المريحة والمبالغ فيها والتي لا داعي لها".

هذا ما توعد به نتناهو به الأسرى، "المزيد من التضييق في كل تفاصيل حياتهم"، إضافة لما يعانونه من استمرار سياسة العزل الانفرادي للعشرات منهم، ومنع أهالي أسرى قطاع غزة من الزيارات منذ خمس سنوات متتالية، وغيرها من الإجراءات التعسفية والوحشية، بحق 6 آلآف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

هذه سياسة حكومة اليمين المتطرفة، وعلى رأسها نتنياهو الذي يلقى التأييد على مثل هذه التصريحات العنصرية واللا إنسانية حيث أشادت النائبة ميري ريغف من الليكود يوم الجمعة 26 حزيران بتصريحاته حول التضييق على الأسرى ووصفت الأسرى الفلسطينيين والعرب ب"الحيوانات البشرية وينبغي التعامل معهم بما يتناسب مع ذلك"، فيما يطالبنا الإسرائيليون والعالم من خلفهم بمعاملة أسيرهم شاليط بالحسنى والإنسانية على اعتباره فوق البشر!

ويصادف اليوم الذكرى الخامسة لأسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، القابع في أسر "حماس" منذ خمس سنوات حاول خلالها الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إنجاز صفقة شاليط التي تضمن تبادل أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، مع الأسير الإسرائيلي، إلا أن الإسرائيليين مارسوا الكثير من المماطلة والمناورة، من أجل إنجاز الصفقة وفق شروطهم.

لكن لابد لإسرائيل أن تعلم أن عليها أن تدفع ثمناً سياسياً مكلفاً مقابل شاليط، طالما أنها تتجاهل الأسرى وتتعامل معهم دون المستوى الإنساني ولا تتوقف عن اعتقال المزيد من الفلسطينيين وزجهم بالسجون بدعوى حماية أمن إسرائيل، ولتتوقف عن تصويرنا أمام العالم بالخاطفين الإرهابيين بينما أسرانا يعانون العذابات في سجونهم التي لا تعرف الرحمة، وهم في معظمهم مدنيين، بينما شاليط هو جندي تم أسره من موقعه في جيش الاحتلال الذي لا يتهاون في توجيه الضربات للمدنين والأبرياء.

نتنياهو الذي يقول مدعيا ًأنه ملتزم باحترام القانون الإسرائيلي والدولي والمواثيق الدولية، وليس ما عدا ذلك، فان شروط اعتقال "الإرهابيين القتلة الرائعة" على حد تعبيره داخل السجون الإسرائيلية لابد لها أن تتوقف، ولن يكون حرمان الأسرى من التسجيل في مساقات التعليم الأكاديمي وهو قابعون في الأسر، سوى نموذجاً واحدا ً من سلسلة من الخطوات والإجراءات التي ينوي نتنياهو بدئها، فقد أكد "لن يكون مزيدا من حملة الماجستير والدكتوراه بين القتلة... الحفلة انتهت"، رغم أن التعليم حق تكفله لهم كل القوانين الدولية الأمر الذي ينافي زعم نتنياهو، وهو بذلك استحقاق طبيعي للأسرى وليس تجملاً من الاحتلال.

هناك خطر حقيقي على حياة الأسرى ومستقبلهم في ظل هذه الثقافة العنصرية اللا إنسانية، ويجب عدم التهاون في التصدي لهكذا إجراءات قهرية وتعسفية بحق أسرانا، وعلى القوى الشعبية والقانونية والحقوقية والرسمية الوقوف إلى جانبهم من أجل التصدي لمثل هذه المحاولات، ومن اجل دعمهم وتعزيز صمودهم وثباتهم في وجه هذا التطرف العنصري.

http://www.miftah.org