صيادو القطاع يغزون المياه المصرية رغم المخاطر
بقلم: فراس برس
2011/7/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12873

بعد أن أنهوا استعداداتهم وجهزوا قواربهم بمعدات الصيد والقليل من الزاد والماء، راحت أعينهم تنظر غربا لمراقبة الزوارق الإسرائيلية، بانتظار اللحظة المناسبة. وما إن أبحرت الزوارق في اتجاه الشمال قليلا، حتى سارع الصيادون بدخول المياه، وشغل جلهم محركات الدفع المثبتة على قواربهم، وأسرعوا متجهين جنوبا.

وما هي إلا لحظات حتى اختفت المراكب عن الأنظار، وغابت في عمق المياه المصرية، أو كما يسميها صيادو غزة "منجم الأسماك". وبعد غياب دام ليلة كاملة في قلب المياه المصرية، بدأت المراكب المثقلة بحملها بالعودة فرادا إلى مرفأ الصيادين في رفح، كلما سمحت الفرصة وغابت الزوارق الإسرائيلية عن الأنظار، بعضها كان يفرغ حمولته أمام التجار اللذين جاءوا من كل حدب وصوب للشراء، وآخرون واصلوا إبحارهم متجهين إلى مرافىء أخرى في القطاع.

ويؤكد الصيادون اللذين بدت علامات التعب واضحة على وجوههم، إنهم يضطرون لخوض المخاطر، والمغامرة بحياتهم لتحصيل لقمة العيش، بعد أن ضاق بهم بحر غزة رغم رحابته.

ويشير "محمود"، أحد هؤلاء الصيادين إلى أن الأوضاع المعيشية للصيادين باتت أكثر من سيئة، بسبب فقر مياه البحر في القطاع بالأسماك، جراء محدودية مساحتها وكثرة الصيادين، ومنع الاحتلال للمراكب من الصيد في عمق المياه، ما اضطرهم للهرب في اتجاه المياه المصرية، حيث لا وجود للزوارق هناك.

وأوضح "محمود"، أن الصيد في المياه المصرية يستحق المغامرة على حد قوله، فهي غنية بالأسماك والصيادين لا يعودون منها خالي الأيدي، قائلا: " عل الصيد ساعة واحدة في المياه المصرية أفضل من الصيد أيام في بحر القطاع الفقير".

ويشير مالك إحدى لنشات الصيد، إلى أنه وفي أسوأ الأحوال، وحين لا يوفق الصيادون في صيد الأسماك، فبإمكانهم شرائها من اللنشات والمراكب المصرية، وبيعها في قطاع غزة حين يعودون، وهذا يدر عليهم دخل جيد.

وبين أن سكان القطاع شعروا بوفرة الأسماك مقارنة بالفترات الماضية، خاصة خلال فصلي الربيع والخريف، مؤكدا أنه بات بإمكان الناس في غزة شراء الأسماك الطازجة بأسعار مناسبة. .

صعوبات وأخطار

ولا يبدو الأمر سهلا كما يظنه البعض، فالصيد في عمق المياه المصرية يتضمن الكثير من المخاطر والصعوبات. ورغم وفرة الأسماك في المياه المصرية، إلا أن الصيد هناك يعتريه الكثير من المخاطر والصعاب.

فيقول احد الصيادين ممن اعتادوا دخول المياه المصرية للصيد بصورة شبه يومية، إن الصيادين يتعرضون لمخاطر كبيرة ومعاناة متفاقمة خلال رحلتهم الشاقة، وأكبر تلك المخاطر يكمن في الزوارق الإسرائيلية، التي تطلق القذائف تجاه المراكب الفلسطينية، إذا ما اقتربت من المنطقة الحدودية.

وأكد أن الإبحار إلى المياه المصرية لا يتم بصورة يومية، فحين تكون الزوارق الإسرائيلية قريبة من الشاطئ لا يستطيع الصيادون الاقتراب من المنطقة الحدودية، وفي البحر المائج يكون الإبحار إلى هناك صعب، خاصة أذا ما كانت الرياح جنوبية قوية، وهذا يعني السير ضد التيار، وكل ذلك يشكل خطر على المراكب والمتواجدين على متنها.

وأوضح أن الصيادين يواجهون مصاعب ومشاكل أخرى، أبرزها طرق حفظ الأسماك، خاصة وأن المراكب الفلسطينية معظمها صغيرة وبدائية، لا يوجد على متنها برادات، كما أنها لا تستطيع حمل كميات كبيرة من الأسماك، ما يضطر الصيادين للتوقف عن الصيد والعودة للقطاع، رغم وفرة الأسماك وإمكانية صيد كميات أكبر. وتحدث عن عقبات ومشاكل أخرى قد تعترض الصيادين، كعطل المحركات المفاجئ، أو نفاذ الوقود، إضافة إلى طول الرحلة والغياب الطويل عن الأهل، وهذا يشكل مصدر قلق دائم لهم.

http://www.miftah.org