الفلسطينيون ينادون بالصوت السوري.
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2011/8/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=12926

لم يكن الخمسة شهداء الفلسطينيين الذين نالهم من الموت السوري نصيب فسقطوا في مخيم اليرموك الفلسطيني برصاص آلة الظلم السورية في الأسبوع الأول من رمضان هم السبب الوحيد وراء خروج مئات المتظاهرين بالأمس في وسط البلد في رام الله في مسيرة تضامنية مع الشعب السوري، بل أيضاً الضحايا السوريون الذين تجاوز عددهم الألف بمئات بعد أن طالتهم أيدي الغدر والظلم والقهر التي نالت من حرية سوريا وتوقها إلى الكرامة والانعتاق من الظلم والاستبداد خلال الخمسة أشهر الماضية.

المتظاهرون الفلسطينيون رفعوا الأعلام السورية والفلسطينية ورددوا الشعارات المناهضة لنظام الحكم بقيادة بشار الأسد، حيث تجمع ما يزيد عن 300 فلسطيني وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية استجابة لدعوات مجموعات شبابية على ال"فيس بوك" للتضامن مع الشعب السوري وبدؤوا بترديد الهتافات كتلك التي يرددها السوريون في مظاهراتهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد ومنها "الله.. سورية..حرية وبس، يا بشار يا جبان ودي (ابعث) جنودك على الجولان، يا بشار خذ ماهر وارحل عنا..."وانتقد المشاركون في المسيرة دعم حزب الله اللبناني إلى النظام السوري "المقاومة التي تدافع عن نظام قاتل تفقد مصداقيتها". حسبما ذكرت المصادر الإخبارية اليوم.

فوسط السقوط اليومي للقتلى السوريون، خرج الفلسطينيون والعرب عن صمتهم، وقد شهدت بعض العواصم العربية تظاهرات ضد النظام السوري، ومنها في لبنان بالأمس.

ومن أكثر من الفلسطينيين الذين ذاقوا مرارة الظلم والقهر ومازالوا يعانون من أبشع احتلال عرفه التاريخ ليشعر مع الأخوة السوريون في نضالهم اليوم من أجل الحرية، وفي مواجهتهم لطغيان لم يستثن شيخاً أو رضيعاً ولا امرأة ولا طفلاً، ولم يخطر على قلب أو عقل إنسان؟ بل حتى أنه طال لم يفرق بين مواطن أو ضيف فلم يتوان عن توجيه الضربات في مقتل للفلسطينيين الخمسة الذين ذهبوا ضحية هذا العدوان، رغم المحاولات المتكررة من الفلسطينيين للتأكيد على أن لا علاقة لهم بما تشهده سوريا من اضطرابات إلا أن السوريون مصرون منذ البداية على الزج بالفلسطينيين بالأحداث وتحميلهم جزءاً من المسؤولية، وحتى كاملها حيث حملت بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد الفلسطينيين مسؤولية ما جرى من أحداث في بداية انطلاقها قبل خمسة أشهر، إذ يعيش الألآف من اللاجئين الفلسطينيين في عدد من المخيمات في سوريا منذ عام 1948 تعرض أحدها أمس للقصف وأشارت الأنباء إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى فيه.

وبغض النظر عن التحليلات السياسية المعمقة التي تتناول الموضوع السوري، والتي تتحدث عن مؤامرات أمريكية وإسرائيلية فحيث صرحت هيلاري أن الأسد فقد شرعيته، أو وحتى عربية عربية لإسقاط النظام السوري والانتقام منه والذي بدوره ما زال يغني على وتر المقاومة، إلا أن درجة القمع والإرهاب التي انتهجها النظام ضد المتظاهرين فاقت كل الدرجات والتصورات، حتى صيرت وتر المقاومة ضد إسرائيل صياتاً يقطر من دماء السوريين.

المؤسف أن ما يجري في سوريا مستمر، ولا يبدو في الأفق ما يشير إلى انحساره بل إلى استمراره وتفشيه في المدن السورية كافة، التي تشهد قصفاً بمدافع الجيش السوري، فهل يتحرك العالم لإنقاذ الأبرياء أم أن ما يجري خلف الكواليس السياسية من مخططات وإعادة رسم للمنطقة من جديد هو المسيطر على الموقف؟، وحتى ذلك الحين يدفع طالبو الحرية ثمن ما طالبو به!.

http://www.miftah.org