المستوطنة الكبرى 'جيلو'
بقلم: بهاء رحال
2011/10/1

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13056

في خطوة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد أقدمت حكومة الاحتلال قبل يومين على الإعلان عن إضافة عدد كبير من الوحدات السكنية الى مستوطنة جيلو الجاثمة على أراضي بيت جالا المحاذية لمدينة القدس وعلى الحدود الفاصلة بين المدينتين ،هذه المستوطنة التي تعتبرها إسرائيل إحدى أهم الأحياء اليهودية في القدس حيث تشكل امتداداً للوجود الإسرائيلي الغير شرعي ليس في القدس فحسب بل على كامل التراب الفلسطيني .

وفي شكل استفزازي جديد جاء هذا الإعلان في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية المطالبة بضرورة وقف الاستيطان والعمليات الأحادية الجانب من إسرائيل لإطلاق عملية السلام من جديد في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً بعد الاجتماعات الأخيرة للهيئة العامة للأمم المتحدة ، إلا أن إسرائيل من جانبها لا تكترث لتلك الدعوات التي لا تحمل سوى المناشدات ولا تتعدى كونها تمنيات دون أن ترافقها أي نوع من التهديد والوعيد أو حتى اختلاف في نبرة الصوت العالمي الذي يترك لإسرائيل الحق في الفعل ويمنحها غطاء دولياً يشرع ممارساتها اللا شرعية ويوفر لها غطاءً يجعلها الوحيدة في هذا العالم التي تستطيع أن تتمادى في اختراق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ولا تكترث لأي موقف .

إن قرار إسرائيل إضافة وحدات استيطانية الى مستوطنة جيلو كأول رد فعل إسرائيل على مطالبات المجتمع الدولي بضرورة وقف الاستيطان لإطلاق عملية سلام جادة لها مرجعياتها ليس القرار الأول ولن يكون الأخير طالما بقيت إسرائيل بحكوماتها العاجزة عن تحقيق السلام العادل ورفضها المسبق لتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفل التوصل الى سلام شامل بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كما أن هذا القرار يحمل في جعبته رسائل عديدة أهمها:

* التمادي الإسرائيلي في سياسة رفض القرارات الدولية بل ورفض تطبيق الإرادة الدولية والاستمرار في سياسة إجهاض مشروع إحلال السلام العادل والشامل.

* رفض انطلاق عملية سلام حقيقية وجادة تفضي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حسب توصيات وقرارات الأمم المتحدة. * الاستمرار في سياسة الأمر الواقع من خلال فرض وقائع جديدة باستمرار على الأرض تلبية للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي الكبير. * عدم وجود شريك إسرائيلي قادر على الإيفاء بمتطلبات عملية السلام .

وبينما لا تجد حكومة الاحتلال أي رادع لوقف سرطانها الاستيطاني الذي يبتلع الأرض الفلسطينية ويقتل فرص إقامة الدولة الفلسطينية وفي ظل الصوت الأمريكي المخيب للآمال فان على القيادة الفلسطينية على وجه الخصوص والقيادة العربية بشكل عام أن يعيدوا النظر في عملية السلام برمتها وأن يبحثوا عن بدائل و استراتيجيات جديدة وان لا تبقى تعتمد على خيار السلام كخيار رئيسي وحيد خاصة وان إسرائيل أسقطته وقتلته مع ضرورة إيجاد هذه البدائل بشكل سريع لمواجهه المشاريع والمخططات الإسرائيلية .

http://www.miftah.org