يلتقى الجميع لأجل الاسرى
بقلم: تحسين الاسطل
2011/10/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13060

يواصل اسرى الحرية في سجون الاحتلال معركة الامعاء الخاوية ، في معركة نضالية طويلة تهدف الى اعادة المكتسبات التي حققتها الحركة الاسيرة منذ سنين طويلة، وتحاول سلطات الاحتلال مصادرتها ، وتصعيد الاجراءات القمعية التعسفية بحقهم في محاولة للنيل من ارادتهم ، في طار معركة الضغط على الشعب الفلسطيني.

وفي غمرة معركة الاسرى في سجون الاحتلال ، تداعت لجنة الاسرى في القوى الوطنية والاسلامية لاجتماعات متواصلة ، لحشد الجماهير الفلسطينية ، لنصرة قضية الاسرى ودعم صمودهم للوصول الى مطالبهم المشروعة ، واعادة المكتسبات التي حققتها الحركة الاسيرة ، بنضال الاف الاسرى طوال السنين الماضية، في حالة انسجام مع تضحيات الحركة الاسيرة في سجون الاحتلال.

لجنة الاسرى المشكلة من كل القوى الوطنية والاسلامية ، سواء فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، او حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، تعقد اجتماعات متواصلة وتبحث في كل السبل والمقترحات لنصرة الاسرى في معركتهم ، وتنسيق اللجنة اعمالها في المحافظات الشمالية والجنوبية ، واضعين كل الخلافات والتناقضات وحالة الانقسام الآثم خلف ظهورهم ، ليصبح الوطن الفلسطيني بكل ترابه الوطني ، وفصائله السياسية ، موحدة في الدفاع عن الاسرى والوقوف الى جانبهم.

المناضلين الرائعين اعضاء اللجنة ، والذين امضوا سنوات من عمرهم في سجون الاحتلال ، لدرجة ان سجون الاحتلال اصبحت جزء من حياتهم، لهم فيها مآسي وعذابات واجهوها بكل قوة من اجل حرية الوطن، كلا منهم يعرف حقيقة المأساة التي يواجها الاسرى ، الذين يواجهون معركة حياة او موت بأضرابهم عن الطعام ، من اجل الحفاظ على مكتسبات الحركة الاسيرة.

في اجتماعاتهم من اجل الاسرى تغيب انتماءات اعضاء اللجنة الحزبية ، ويطغى انتمائهم للأسرى الذين ارتبطوا بهم من خلال تحملهم مسؤولية ايصال رسالتهم الى العالم الخارجي، وتوفير الدعم المعنوي لهم في معركتهم العادلة ، لنيل حقوقهم ، ووقف الممارسات والاجراءات التعسفية والقمعية بحقهم؛ فرغم اعتزاز وافتخار كل مناضل ومجاهد منهم بفصيله السياسي ، الا انك تجدهم في اجتماعاتهم يؤكدون على ضرورة ان يكون العلم الفلسطيني العنوان الوحيد الذي يجتمعون في رحابه ، وان تغيب كل الرايات الفصائلية من اجل الاسرى ، الذين يواجهون القمع الاسرائيلي موحدين ، فعندما يتعرض الاسرى للرش بالغازات السامة ، ويمنعون من حقوقهم ، يتعرضون له مجتمعين ويوجهونها موحدين.

وادراك من لجنة الاسرى بأهمية الاعلام في معركة الاسرى ونصرتهم ، ولأنها تريد من يجمع العمل الصحفي ، تواصلت مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، بيت الصحفيين وعنوانهم الوحيد بغض النظر عن انتمائهم الحزبي ، في هذه القضية الوطنية التي يجب ان يلتف الجميع حولها.

وبنفس الروح التي تتعامل بها لجنة الاسرى كانت نقابة الصحفيين على مستوى القضية واهميتها ، فمن اجل الاسرى توضع كل الجهود والطاقات ، حتى لا يشعر الاسرى انهم وحدهم في معركة الامعاء الخاوية، فكان الصحفيين الفلسطينيين على قدر المسئولية وحسب التوقع ، فكان الاسرى واضرابهم في صلب اهتماماتهم، وتم تشكيل خلية ازمة اعلامية لمتابعة ، لتكون وسائل اعلامنا المسموعة والمقروءة والمشاهدة على مستوى الحدث، ولتسليط الاضواء على معاناة الاسرى والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقهم.

تبدأ اليوم فعاليات مناصرة ودعم الاسرى في سجون الاحتلال ، التي تنظمها لجنة الاسرى في القوى الوطنية والاسلامية ، بالتعاون مع المؤسسات الوطنية ، وفي مقدمتها نقابة الصحفيين التي وضعت كل امكانيات التواصل مع الصحفيين ووسائل ليبقى الاعلام الفلسطيني والعربي والدولي متابعا لحدث الاسرى ، والفعاليات التي يقوم بها الاسرى ، من اجل ان تبقى قضيتهم في سلم الاهتمامات ، والضغط على سلطات الاحتلال لتنفيذ مطالبهم والحفاظ على مكتسبات الحركة الاسيرة طوال مرحل نضالها.

الاسرى في سجون الاحتلال يواجهون سلطات الاحتلال وقمعه موحدين ، وبنفس الوقت تحملوا الكثير من المعاناة بسبب انقسامنا الآثم ، وكانت لهم مبادرات للحفاظ على وحدتنا ، الا اننا فشلنا في الالتزام بوثيقتهم ، واليوم في معركة الامعاء الخاوية التي يخوضها الاسرى ، لا نجد انفسنا الا في معركة اسرانا موحدين ، متناسين كل خلافاتنا ، حتى لا نفقد اخر بوصلة تجمعنا وتوحدنا ونلتف حولها ، وكم نكون منتصرين على انفسنا ، ان دفعتنا قضية الاسرى ومعاناتهم ، على انهاء الانقسام ، وتنفيذ المصالحة وبنودها ، فشعبنا يعاني من الانقسام والحصار ، واسرانا يواجهون الاحتلال بأمعائهم الخاوية.

من اجل الاسرى نعمل جميعا موحدين، ومن اجل دولتنا الفلسطينية المستقلة وتقرير مصيرنا الذي ينتظر التصويت الاممي ، علينا ان ننهي خلافاتنا الحزبية ، ففي فلسطين الاف الاسرى الذين يستحقون الحياة الكريمة ، ينتظرون ساعة الخلاص من سجون الاحتلال ومعتقلاته ، وفيها مئات الاطفال والزهرات والشباب الذين يحلمون في مستقبل افضل بعيدا عن حراب الاحتلال.

معا

http://www.miftah.org