من أيلول إلى أكتوبر.. الإنتصار الحتمي
بقلم: رمزي صادق شاهين
2011/10/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13073

كلنا يعلم التعنت الإسرائيلي في عملية السلام، وإصرار الحكومة اليمينية برئاسة نتانياهو على الإستمرار في الإستيطان مهددة بذلك كُل المساعي الدولية والعربية لإعادة إحياء عملية السلام بما يضمن إعادة الحق الفلسطيني على أساس مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.

ولقد كانت إسرائيل ولازالت نموذجاً حياً للطرف الذي يرفض كُل شيء لأجل تمرير مخططاته التي تهدف إلى عدم تحقيق سلام يؤدي بالنهاية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ومتصلة جغرافياً، وهذا بالتأكيد ينبع من عدة عوامل أهمها أن إسرائيل يحكمها زعماء يُسيطر عليهم اليمين المُتطرف، وعدم إيمان أي حكومة إسرائيلية بالحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص أو العربي بشكل عام.

إن إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات لعدم إعطاء الحقوق الفلسطينية، فكانت عملية السلام منذ عام 1993م منطلقة بإتجاه حل سياسي يضمن حل دائم بعد فترة الإتفاق المؤقت، إلا أن إسرائيل قامت بنسف كُل ذلك من خلال المماطلات المستمرة والإجراءات التي تمت على الأرض في الضفة الفلسطينية والتي كان آخرها زيارة شارون إلى المسجد الأقصى وتفجرت الأوضاع منذ ذلك الحين.

لقد أثبتت إسرائيل أنها دولة يجب أن يتم التعامل معها بالندية، ولا مجال لأن نبقى رهائن لسياسات إسرائيل التي لن تعطينا شيئاً طالما بقينا أسرى لطروحات التسوية السلمية بدون أي بدائل، وكأننا طرف ضعيف لا يوجد لدينا أي بديل طالما استمرت إسرائيل على نهجها هذا.

إن الإرادة الفلسطينية والقرار الوحدوي الفلسطيني لهو الرد الحقيقي على كُل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تفتيت القضية الوطنية وإفراغها من مضمونها الحقيقي، هذا المضمون الذي يعتمد أولاً على الأرض التي تتعرض للنهب والسرقة، وثانياً الإنسان الذي يتعرض للقتل والتهجير والإبعاد عن أرضه ووطنه، وبالتالي فإن القرار الفلسطيني الجريء بالتوجه لمجلس الأمن الدولي، وإعادة فلسطين للخارطة السياسية الدولية، وتثبيت الحق الفلسطيني في الوجود ، وكذلك عدم العودة للمفاوضات بدون وقف الإستيطان لهو قرار مهم يحتاج منا كُل الدعم والتأييد، بغض النظر عن أي اختلاف سياسي أو في وجهات النظر.

إن لدى أمتنا العربية الكثير من أدوات الصمود والندية، ولقد شكل العرب سنداً مهماً للقضية الفلسطينية التي تُعتبر من أولويات القضايا العربية، ولقد كان لمصر الشقيقة الدور الريادي ولازالت مستمرة في هذا الدور من أجل تحقيق سلام وفق إعادة حقوق تم سلبها من شعب يرقد تحت الاحتلال لأكثر من نصف قرن من الزمن.

يأتي التحرك السياسي والشعبي الفلسطيني والعربي، متزامناً مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، هذه الانتصارات التي قدم خلالها شعبنا المصري الشقيق أسمى آيات البطولة والفداء، من أجل استعادة الأرض المصرية التي كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي، هذا الإنتصار العظيم الذي سجلته مصر يجب أن يكون دافعاً مهماً أمام كُل السياسيين بأن إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة والندية في العلاقة.

إن أمتنا العربية أمة عظيمة بإيمانها الراسخ بحقها في العيش بكرامة، هذه الأمة التي كانت ولا زالت عنواناً هاماً في كُل المحافل الدولية، بفضل تصميمها على إعادة الحق المسلوب لشعبنا الفلسطيني، منطلقة نحو ذلك بوحدة عربية تستطيع أن تواجه أي تحديات.

تحية لمصر الحبيبة، وتحية لشهداء مصر الأبرار، وكُل التحية لشعبنا المصري الشقيق، الذي سطر أسمى آيات الإنتصار في ثورة يناير، وبدأ يرسم من جديد الخارطة السياسية المصرية، لتعود مصر إلى موقعها السياسي والجغرافي، الذي يعطيها مكانتها التي تستحق.

* الكاتب إعـلامـي فلسطينـي يقيم في قطاع غزة. - rm_sh76@hotmail.com

http://www.miftah.org