على هامش صفقة التبادل
بقلم: عبد الجبار البرغوثي
2011/10/13

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13098

ونحن نهنئ أبناء شعبنا بخروج مئات من أبطال الحرية من زنازين الإحتلال وسجون القهر العنصري, الذي يريد أن يكرر سلوك الفاشية والنازية, فإننا نتوجه بالسؤال المر لكل مؤسسات حقوق الإنسان والقوى والأحزاب المدافعة عن الحرية والسلام والديمقراطية, لماذا لا تقفون إلى جانب نضال شعبنا ومطالبه المشروعة في الحرية والإستقلال والتخلص من نير وسياسات الإحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة؟ لماذا لا تناصرون شعبنا في مطلبه الطبيعي وحقه الأساسي في تقرير المصير والعودة إلى الديار التي أجلي بقوة البطش والإرهاب عنها؟ لماذا لا تطالبون إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون معركة الجوع والعطش, وتتعرض حياتهم للخطر الأكيد؟ لماذا لا تطالبون بإقرار حق هؤلاء بإبداء الرأي وبممارسة النضال الذي كفله القانون الدولي, في مواجهة الإحتلال وفي سبيل الخلاص منه؟ لماذا لا تطالبون دولكم بفرض عقوبات وإجراءات مقاطعة على إسرائيل التي تتنكر للحقوق الأساسية للإنسان وتفرض سيطرتها وتمارس إرهابها وقهرها عليه؟ لماذا لا تقفون ضد مصادرة الأرض وبناء المستعمرات ونصب الحواجز وبناء جدران الفصل والعزل العنصري المشينة؟

نحن بحاجة إلى إطلاق سراح كافة الأسرى وإغلاق وهدم سجون القهر والإهانات التي لا يحتملها بشر, ولا يمكن أن يقدم على ممارستها أي سوي نفس.

كنا ننتظر هذه الصفقة مؤملين أن تخرج بنتائج أفضل, خاصة وأن التفاوض بشأنها قد استمر سنوات, لم تتعجل حركة حماس خلالها لأنها كانت تريد صفقة أفضل, لكننا اليوم رغم فرحتنا, فوجئنا بتفاصيل الصفقة التي سيبعد على أساسها ما يزيد عن مئتين إلى المنافي البعيدة, وسيؤجل إطلاق سراح خمسمئة من الأبطال مدة شهرين, لماذا تصر إسرائيل على إبقائهم إذا كانت تنوي التنفيذ والإلتزام؟ وفوجئنا كذلك بأن أحمد سعدات الذي يدخل في وضع صحي خطير فعلاً لم يكن ضمن الصفقة كما تقول مصادر إسرائيل, ولم يكن مروان البرغوثي ضمنها كذلك, فوجئنا لأننا كنا نسمع دائماً من حركة حماس أن هؤلاء على رأس القائمة المقترحة, وفوجئنا كذلك لأن إنجاز المصالحة ودعوة الفصائل القريبة إلى القاهرة من أجل استكمال ذلك, كانت تتطلب تمسكاً من حماس بهذه الأسماء, وهو ما كان سيخدم موقفها أيضاً, ويعود عليها بمردود دعائي واسع, لماذا لم يدرج هؤلاء في الصفقة ولماذا لا توضح حماس الحقيقة إذا كان ما يقوله الإسرائيليون كذباً؟.

كان التفاوض بشأن الصفقة يفشل دائماً لأن إسرائيل لم تستجب, الأن نجحت الصفقة مع أن إسرائيل لم تستجب.

http://www.miftah.org