مهرجانات بدون جمهور
بقلم: خليل العسلي خاص ل PNN
2011/10/25

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13137

في القدس هناك شئ غريب وقد لا يكون هذا ينطبق على القدس فقط بقدر ما هو ظاهرة عامة بعموم فلسطين ، وهذا دليل على غياب الاستراتيجية الموحدة والتفرد بالقرار، وعدم الاخذ بعين الاعتبار الا مصالح هذه المؤسسة او تلك ، فعندما تقيم مؤسسة ثقافية ما ، مهرجان ثقافي فني قد يكون هو النشاط الوحيد لهذه المؤسسة ، نجد ان مؤسسة اخرى في نفس المجال تقيم مهرجانا او فعالياته بنفس الفترة ، لدرجة انك تجد في القدس عدة مهرجانات في نفس الشهر وبقية العام تجد المدينة تعانى من شح ثقافي فني، وكان الفعاليات هي عبارة عن هبات مزاجية حسب التمويل وتوقيته.

ما علينا

المهم ، انه في هذه الايام هناك عدة مهرجانات او فعاليات ثقافية فنية تمثيليه .. الخ من تعابير يتفنن اصحاب المؤسسات باطلاقها على نشاطهم وكانهم يريدون التميز الغائب عن كل تلك المهرجانات، فقبل ايام كان هناك مهرجان "عيش القدس" داخل البلدة القديمة وفي نفس الوقت تم اطلاق "مهرجان الدمى " في المسرح الحكواتي، القريب من البلدة القديمة ، ناهيك عن مهرجان "القدس التحتيه اندر غراوند" بعد ذلك بايام تم الاعلان عن مهرجان عايشه القدس " كعك القدس" ومن المعروف ان كعك البلدة القديمة هو الافضل واكثر لذه من اي كعك اخر، تزامنا مع مهرجان "على ابواب الجنة " الذي تشمل فعالياته البلدة القديمة .

ذه المهرجانات الرنانة تاتى بعد قحط فني وثقافي عاشته القدس من قبل شهر رمضان المبارك الماضي ، باستثناء ما تقوم به جمعبة ابواب القدس بشكل مستمر من نشاطات في محاولة لسد الفراغ الناتج عن الشح الابداعي الثقافي ، ان هذه المهرجانات المباركة والتي تحتاجها القدس بحق، بحاجة الى اعادة ترتيب والنظر في نجاعتها وتاثيرها على المشهد الثقافي ، فمن الملاحظ ان هذه المهرجانات متشابهة بصورة كبيرة في فعالياتها وبالتالى فهي لا تقدم الجديد لا القليل منه ولا الكثير، بل تكرر نفسها بصورة او باخرى، كما انه ملاحظ ايضا ان هذه المهرجانات جميعها مخصصة لجمهور معين وهو تقريبا جمهور البلدة القديمة وهذا شئ بالغ الاهمية وايجابي ، لكن هذا الجمهور لا يستطيع ان يتنقل من مهرجان الى اخرى، فلا وقت عنده ولا طاقة عنده ايضا لمشاهدة فعاليات متشابهة نوعا ما ، ناهيك عن ظاهرة اعتقد انها لا تبدو صحية فهي ان بعض هذه المهرجانات تحول البيوت الخاصة الى مسرح للاحداث وتعرضها امام المشاهدين والذين هم بالغالب اجانب يتنقلون من منزل الى اخر لمشاهدة عرض ما او حكاية ما مقابل مبلغ من المال اي انه شئ سياحي لا يقدم الكثير للثقافة المحلية ..

ان هذه المهرجانات وتوقيتها بحاجة الى جلسة تقييم حقيقية من قبل جميع المؤسسات التي تتعاطى بالشان الثقافي الفني ، من اجل الخروج برؤية استراتيجية واضحة لكل هذه النشاطات التي يذهب الجهد الاكبر منها هباء الريح ، فلا جمهور ولا اية زيادة نوعية في الثقافة والفن، نحن لا ندعو الى رؤية موحدة بل الى استراتجية واضحة لتلك النشاطات التي يجب ان تبقى مختلفة من اجل التنوع، ولكن يجب ان تكون على فترات متباعدة حتى يكتب للنشاط الثقافي الفني المقدسي الاستمرارية على مدار العام وكل شهر وليس باشهر بعينها ..!!

لم ننسى ان نتحدث عن المهرجانات الضخمة الكبيرة التي تقيمها اسرائيل في القدس بما في ذلك الشرقية منها، ومنها مهرجان العود الدولي ( هذه الايام ) والذي يشارك به بعض الاشقاء العرب على اعتبار انه مهرجان دولي .....

هذه المهرجانات الاسرائيلية اثبتت العام الحالى انها تستطيع ان تنافس على القدس الشرقية وفي القدس المهرجانات المحلية ايضا المكررة الباهته..

وللحديث بقية.........

http://www.miftah.org