'العمل مقابل الغذاء' أمل صغير لسكان القرى المعزولة قرب القدس
بقلم: وفا- بلال غيث
2011/11/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13165

القدس- يشكل برنامج إيجاد فرص عمل مؤقتة 'العمل مقابل الغذاء' الذي تنفذه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'، بصيص أمل لتوفير فرص عمل للعائلات الأقل حظا في القرى المعزولة خلف جدار الفصل والتوسع العنصري قرب مدينة القدس المحتلة.

ولدى وصول وفد 'الأونروا'، اليوم الأربعاء، إلى قريتي بيت إكسا، وبيت سوريك شمال غرب القدس المحتلة، كان باستقبالهم عشرات الأهالي المستفيدين من برنامج 'العمل مقابل الغذاء'. الأهالي المتواجدون في القريتين، أكدوا أن المشروع يعد فرصة لهم للحصول على بعض المال من خلال أعمال يقومون بها في قريتهم يشرف عليها المجلس المحلي في كل قرية، وتهدف إلى خدمة المواطنين هناك مقابل قرابة 1500 شيقل شهريا.

في النادي النسوي بقرية بيت سوريك تجمع عشرات الأهالي للتواصل مع الوفد الضيف من برنامج إيجاد فرص عمل مؤقتة التابع لوكالة الغوث والمنفذ بالتعاون والشراكة مع المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية.

المواطنة نوال شحادة إحدى المستفيدات من برنامج العمل مقابل الغذاء، أكدت أن المشاريع التي نفذت في هذا الإطار في قريتهم لعبت دورا كبيرا في دعم النساء هناك، وساعدتهم على المشاركة الفاعلة في خدمة مجتمعهن، عبر القيام بأعمال اجتماعية تخدم القرية في المقابل يقوم البرنامج بتوفير راتب شهري لهم.

وتضيف نوال، 'البرنامج يشجعنا في حماية أرضنا من الاحتلال والاستيطان المتربص بها من كل جانب خصوصا أن مئات الدونمات من أراضي القرية جرى مصادرتها لصالح مستوطنتي مفاسيرت تسيون والرادار المقامتين على أراضي بيت سوريك.

وأكد رئيس المجلس القروي لبيت سوريك أحمد الجمل أن المشاريع المنفذة بالتعاون مع وكالة الغوث شكلت بارقة أمل لعشرات اللاجئين من سكان القرية، والذين تقطعت بهم السبل بعد إقامة جدار الفصل العنصري ومنعهم من العمل داخل إسرائيل، كما أنه أسهم في تطوير القرية بشكل لافت، خصوصا في ظل الدعم البسيط المقدم إلى القرى من الجهات المختصة.

وحول أبرز المشاريع المنفذة في القرية، قال نائب رئيس برنامج إيجاد فرص عمل مؤقتة المعروف اختصارا ببرنامج 'المال مقابل العمل' هشام سلفيتي، إن وكالة الغوث وبتمويل دولي قامت في قرية بيت سوريك بالعديد من الأعمال العامة وأبرزها بناء جدران استنادية بالحجر بهدف توسيع شوارع القرية، وقامت بطلاء الأرصفة وزراعة الأشجار وتنظيف المدارس والمؤسسات العامة في القرية، كذلك صيانة المقابل وتقديم حراسة دائمة للمؤسسات العامة من المستوطنين والعابثين.

واستعرض أنشطة الحماية وتنفيذ مشاريع مصممة لأغراض الحامية في القرية ومنها السلاسل الحجرية في الأراضي الزراعية، وشق وتأهيل طريق زراعي بطول 1250 مترا في المنطقة 'ج'، يهدف إلى تسهيل وصول المزارعين إلى أراضيهم.

وعبر طريق وحيد يقطعه حاجز إسرائيلي توجه وفد وكالة الغوث الزائر إلى قرية بيت إكسا للاطلاع على المشاريع المنفذة هناك من قبل وكالة الغوث، وأبرزها إنشاء بيوت زراعية بلاستيكية إضافة إلى آبار جمع مياه لتوفير فرص عمل لسكان القرية المحاصرة بالجدار والمستوطنات من كل جانب.

استمع الوفد في بيت إكسا إلى شرح من رئيس المجلس القروي عمر حمدان، حول ما تعانيه القرية من صعوبات جراء الاستيطان وجدار الفصل العنصري الذي يحيط بها من كل جانب.

واطلع على المشاريع التي تنفذها الأونروا بالتعاون مع المجلس القروي وأبرزها تأهيل جزء من الأراضي الزراعية الواقعة في المنطقة 'ج' والقريبة من مستوطنة 'راموت' وذلك بهدف حمايتها من الاستيلاء عليها، وكذلك المساهمة في فتح طرق زراعية في المناطق المهددة بالاستيطان.

وفي السياق ذاته، أكد سلفيتي أنه خلال العام الجاري تم تنفيذ مشروع الحماية الأول في القرية بتمويل كامل من قبل مشروع المال مقابل العمل، وذلك بتوفير العمال ومواد البناء لإنشاء بيت بلاستيكي على مساحة 2 دونم وبناء بئر مياه.

وبيّن أن العمل في هذه القرية جاء لأنها من القرى الأمامية في منطقة القدس، بل ومن أكثرها تهديدا من قبل الاستيطان، وقرابة 70% من سكانها هم من اللاجئين، وكان في السابق قرابة 60% منهم يعملون داخل إسرائيل لكنهم فقدوا أعمالهم بفعل الإغلاق والحصار، أما الآن فلا يتجاوز عدد العاملين في إسرائيل سوى 2% من السكان.

من جانبه، طالب نائب رئيس المجلس القروي محمد حسن غيث، المسؤولين في وكالة الغوث بتنفيذ المزيد من المشاريع الإغاثية في القرية لمساعدة سكانها على الصمود في وجه الاحتلال والاستيطان والجدار.

http://www.miftah.org