هل يحمل يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني عنوان الدولة؟
بقلم: بسام أبو الرب
2011/11/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13215

يصادف غدا الثلاثاء يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الأمم المتحدة في العام 1977، والقاضي باعتبار هذا اليوم (يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني) كنوع من الاعتذار لما لحق بالشعب الفلسطيني من ظلم، لكنه أيضا عبر عن تحول في الرأي العام العالمي بدولة تحررت من الاستعمار لصالح القضية الفلسطينية العادلة.

وفي هذه المناسبة هناك تساؤل، مفاده هل يوجد هناك تضامن عالمي فعلي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه، وماذا يعني هذا التضامن بالنسبة للشعب الفلسطيني، سيما أن اليوم يصادف ذات اليوم الذي أقر فيه قرار تقسيم فلسطين بالموافقة عليه في 29 نوفمبر 1947، وقضى بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيه إلى 3 كيانات جديدة، أي تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية.

وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) استطلعت عددا من أراء المواطنين حول هذه المناسبة وماذا تعني لهم، في حين عبر بعض المستطلعين عن عدم معرفتهم بهذا اليوم، فقد تباينت الآراء حول هذه المناسبة وما تشكله للقضية الفلسطينية، واعتبارها تضامن فعلي من جهة وتضامن شكلي تعبر به شعوب العالم عن مدى فشل حكوماتها لدعم القضية الفلسطينية من جهة أخرى.

الإعلامي مأمون مطر (48 عاما) بدأ حديثه عن هذا اليوم بمقولة ( قال أعرابي: كنتُ أمشي مع جارٍ لِي فانقطع نعلي، فمشيتُ حافيًا، فخلع نعليه وحملها يمشي معي! فقلتُ له: ماذا تصنع؟ فَقال: أواسيك في الحفاء!)، مشيرا إلى أن العالم مع القوة والحق معا، فالشعوب تتضامن ولكن يجب أن يكون ذلك مقرونا بتحرك ضاغط على الحكومات.

وقال مطر: طبعا إذا ما كان في تحرك فلسطيني موحد الشعوب ستتعامل معنا على أساس أننا قبائل وبالتالي غالبية الشعوب لن تقبل مبررات الانقسام في فلسطين'.

وقالت المواطنة بيسان نوفل (27 عاما) من رام الله 'أنأ اعلم أن هنالك يوم لتضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن ليس لدي معرفة أن هناك قرارا أمميا حول هذه المناسبة'، موضحة أن التضامن ليس كما هو مطلوب فالشعوب الغربية في أغلبها لا تعي حجم القضية الفلسطينية وأحيانا يرون الجانب المظلم كما يصوره الجانب الإسرائيلي'.

وأضافت 'إذا تحدثنا عن المتطوعين والشباب الأجنبي الذي يأتي ليتضامن على أرض الواقع مع الشعب فهم جزء قليل ولا نستطيع أن نقول أن هذا تضامن كلي'، متسائلة 'لو كان هناك تضامن فعلي وقوي مع الشعب الفلسطيني لماذا لم نصبح عضو في الأمم المتحدة؟'.

بدوره، قال الناشط الشبابي يوسف محارمة (29 عاما) 'التضامن معنا كفلسطينيين أصحاب حق في الأرض والحرية والكرامة يكون بزيارتنا على أرضنا من كافة الشعوب المتضامنة معنا العالمية والعربية، للإطلاع بأم أعينهم عن معاناتنا في كل شي في حياتنا'.

وأضاف محارمة 'لا بد لكافة الجاليات الفلسطينية في كافة أنحاء العالم من تكثيف جهودها من نشاطات وفعاليات، وأن تغزوا الإعلام العالمي برصدها للانتهاكات والممارسات الاحتلالية التي يتعرض لها شعبنا الصامد في أرضه، لا بد للمجتمع الدولي أن يفيق من سباته ويعمل على تنفيذ قراراته'.

وترى المواطنة وفاء زيدان (22 عاما) من طولكرم 'أنه حتى لو لم يحدد تاريخ للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فإن مشاركة الشعوب الأخرى وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني سواء العربية أو الغربية هي ما تزال موجودة وحاضرة في ميادين عديدة، لكن الأهم هو أن يعزز لدينا حسا بكيفية توظيف هذا التضامن لصالح الشعب الفلسطيني'.

وأشارت زيدان إلى أنه لا بد من استغلال هذا التضامن بصورة تدعم مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه، وأن لا يستغل لمصالح شخصية فقط، موضحة أن الخدع التي يتبعها البعض باتت مكشوفة للمتضامنين، معربة عن أملها أن تنقل عدوى التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى صفوف الشعب نفسه، وأن يفيق من غفوته ليتضامن ويتعاضد مع بعضه البعض.

في حين يقول عميد دويكات (34 عاما) من مدينة نابلس:'يوم التضامن العالمي من الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة .. ربما هذا العام يختلف الاحتفال بهذه الذكرى عن الأعوام السابقة في ظل اختلاف السياسات والتوجهات الفلسطينية في آليات النضال الوطني لتحقيق الحلم الفلسطيني في إقامة الدولة المستقلة، والخصوصية أيضا في هذا العام تظهر من خلال التقدم السياسي وتعاظمه في ظل الحراك الدبلوماسي، تحقيق انتصار في اليونسكو والاعتراف بفلسطين كدولة، مسعى الأمم المتحدة'.

ويضيف دويكات 'هذه التحركات تظهر أن العالم بات يدرك بشكل اكبر أهمية إعطاء حقوق الشعب الفلسطيني أو لم يعد قادر على تجاهلها، ما ساعد على ذلك التغيرات في العالم العربي، وهذا دعم قوى التضامن مع القضية الفلسطينية، وهذا يظهر من خلال زيادة الوفود التضامنية العالمية الشعبية، التصويت في اليونسكو ويعكس الموقف الرسمي لهذه الدول، الحراك الدولي' .

ويتابع 'إذا نظرنا إلى مواقف المؤسسات الدولية، فإننا نرى الكثير من القضايا رفعت ضد قادة جيش الاحتلال لمحاكمتهم كمجرمي حرب وهذا دليل على زيادة التضامن وربما اتخاذه أشكال جديدة'.

مروان عيسه ( 28 عاما) موظف في وزارة الإشغال العامة برام الله، يرى 'أن كل شعوب العالم الحرة تشكل الدرع الواقي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومهما بلغت درجة الظلم الواقعة على شعب الفلسطيني، يجب أن لا ننسى الملايين من الأحرار في كافة أرجاء العالم من يقدموا التضامن والدعم لقضيتنا الفلسطينية'.

ويعتقد عيسه أنه رغم سرقة فلسطين واحتلالها لتنفيذ مخطط استعماري للسيطرة على الشرق الأوسط من قبل أميركا وأوروبا، إلا أنه لا يوجد شك بوجود رأي عالمي داعم ومؤيد للقضية الفلسطينية حتى من بعض دول أوروبا، موضحا أن هذا الدعم العالمي للقضية الفلسطينية قادر على جعلها مطروحة على الساحة الدولية بشكل دائم.

وفا

http://www.miftah.org