خمس سنوات وشعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، ينتظرون المصالحة ويتابعون اخبارها بشغف. وقد زاد التفاؤل بلقاء السيد الرئيس عباس مع السيد مشعل خلال هذا الشهر.

ولكن جميع أخبار المصالحة لا تشير من قريب أو بعيد لملف الموظفين المتضررين والمقصيين من عملهم .مما أثار مخاوف لدى كثير من الموظفين على مستقبلهم المهني ، خاصة وأن آخر الأخبار تشير لتأجيل تشكيل الحكومة لما بعد الانتخابات!!!!

لقد كان الموظفون هم أكبر شريحة من الشعب أصابهم ضرر الانقسام بشكل بليغ دمر مهنتهم وشل حياتهم ودمر علاقاتهم الاجتماعية.

نحن نعرف أن ملف الموظفين العساكر هو ملف معقد ويحتاج لوزارة داخلية موحدة ومتفق عليها ليرجع المقصيين من عملهم لوظائفهم، ولكن السؤال المحير والصعب لماذا يتم تأجيل ملف الموظفين المدنين والذين تم إقصاؤهم من وزارات تخدم الناس خدمة مدنية مسالمة تساهم في بناء الإنسان والمجتمع كالصحة والتعليم والزراعة والصناعة والعدل والأوقاف ....الخ ؟

لماذا لا تبادر لجان المصالحة المجتمعية لإنهاء ملف الموظفين المدنين وبأقصى سرعة ممكنة ؟ وكيف لنا أن نطمئن لمصير الآلاف الذين تم إقصاؤهم من الأطباء والصيادلة والممرضين والمعلمين والمدراء والعاملين في مختلف الوزارات ؟؟ كيف نطمئن على مصيرهم المهني إذا تم تأجيل ملفهم لما بعد تشكيل الحكومة بعد الانتخابات ؟؟؟

إننا نناشد كل القائمين على ملفات المصالحة أن يبادروا لحل ملف الموظفين المدنين قبل أي شيء ، لأن غيابهم أضر بالمجتمع وغيب ذوي الكفاءة عن عملهم ، وكذلك أضر بالموظفين أنفسهم.، فليس الحياة راتب وفقط.

من هنا نطالب الجميع على توجيه جهودهم لإنهاء معاناة عشرات الآلاف من الموظفين المقصيين عن أماكن عملهم ، راجين من الله أن تجد مناشدتنا هذه أذانا صاغية ، وأن يوفق الله الجميع لإتمام المصالحة وعمل ما فيه خير البلاد والعباد.