نابلس- أوصى مشاركون في جلسة نقاش نظمتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح في كل من نابلس والخليل، حول الفيلم الوثائقي 'الخبز المر' وما أثاره من قضايا مترتبة على تعدد الزوجات من انتهاك لحقوق المرأة والطفل، بضرورة تطبيق الضوابط المشروطة للتعدد، ومن أهمها الإنفاق والعدل والكفاءة وإعلام الزوجة الأولى وضمان بيت إيواء.

وشارك في الجلسة مؤسسات وأعضاء الائتلاف في نابلس والخليل، وإعلاميون ونشطات نسويات، وممثلون عن وزارة الأوقاف الإسلامية في المحافظتين، بالإضافة إلى عضو المجلس التشريعي د. سحر القواسمي، وأكدوا جميعاً على ضرورة العمل على وضع محددات لتعدد الزوجات من خلال قانون الأحوال الشخصية، وضرورة إثبات الكفاءة للزواج اقتداءً بالقانون المعمول به في المملكة الأردنية، وأن يتم تدريب الواعظات وأئمة الجوامع من خلال الأوقاف الإسلامية على نشر الوعي المتعلق بالزواج وشروطه في الإسلام، وأن يتم مخاطبة قضاة التنفيذ في المحاكم النظامية من خلال المؤسسات النسوية للتسريع في الأحكام الصادرة عن المحاكم الشرعية، كما طالبوا بالتركيز على تكثيف وجود المرشدات في المحاكم بغرض الإرشاد الأسري والإرشاد الديني.

وأوضح قاضي جنين الشرعي صالح رضا أبو فرحة الذي شارك بالجلسة، رأي الإسلام تجاه تعد الزوجات، وكيف أنه شرعه لكنه ضمن ضوابطً، وكان ذلك واضحاً فيما جاء في حديث الرسول محمد "من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، والباءة كما فسرها أبو فرحه بوجهها الأصح، هي مؤنة النكاح من النفقة والكسوة والمسكن والملبس.

وأكد رئيس محكمة الاستئناف الشرعية في القدس القاضي عطا محمد المحتسب، بالإضافة إلى القضاة من مجلس القضاء الأعلى والمنتدبين من مكتب قاضي قضاة فلسطيني سماحة الشيخ يوسف دعيس، على أن هذا الوضع لا يقره شرع ولا دين وإن أباح الإسلام التعدد وكثرة الإنجاب، إلا أنه وضع له ضوابط منها العدل والقدرة على الإنفاق، وعدا ذلك يكون محظورا، وأن هذه الممارسات تندرج تحت بند الفهم الخاطئ للدين المرتبطة بالثقافة والعادات والتقاليد المجتمعية.

وتأتى جلسة النقاش هذه ضمن مشروع "الحماية والمساواة من منظور النوع الاجتماعي' الممول من صندوق الأمم المتحدة UNFPA، وبالتنسيق مع مؤسسات ائتلاف قرار مجلس الأمن 1325 في محافظة نابلس والخليل، التي تعمل على تفعيل القرار الأممي سياسياً واجتماعياً. ويذكر أن فلم "الخبز المر" هو أحد الأفلام التي عرضت في مهرجان جامعة النجاح الوطنية للأفلام الوثائقية والذي ترعاه "مفتاح" سنوياً ومنذ 2007.