المصافحة لا تعني المصالحة
بقلم: أ. لؤي عمير
2011/12/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13243

سنوات مرت ومضت ونحن ننتظر اللحظة التي تلتئم فيها جروحنا التي صنعناها بأيدينا ، عشنا من خلالها نكبة جديدة لم تكن بفعل احتلال أو غيره وإنما كانت بفعلنا نحن ، سنوات عشنا فيها ضنك العيش وكمِّ الأفواه .

وفي أيار كانت بداية المصالحة وتأملنا خيراً ولكن لا جديد على أرض الواقع ، خفت اتهامات كل طرف للآخر بالمسؤولية عن فشل إتمام المصالحة ، وخفّ التراشق الإعلامي ما بين أطراف الانقسام ، ودفع الشعب الفلسطيني كله دون استثناء ثمن هذه المأساة .

أما اليوم وقد احتضنت القاهرة مجدداً لقاء المصالحة الجديد ورأينا الابتسامات ترتسم على أفواه المتصالحين وتأملنا – وما زلنا – خيراً بأن تأتي هذه اللقاءات أُكلها ، فكلنا يعلم أنّ الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيدة لتحقيق أهدافنا المنشودة في تحرير كامل التراب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، وهي السبيل الوحيدة لوقف الانتهاكات الصهيونية للأرض والإنسان وتهويد للقدس في ظل صمت دولي وتواطئ عربي رسمي .

لا يغفل أحد أو يتغافل أن المستفيد الوحيد مما جرى في السنوات الأخيرة هو الاحتلال والذي عمل

بكل ما أوتي من قوة من أجل أن تتسع هذه الفجوة وإذكاء جذوتها ، وجعل من تحقيق المصالحة حجة

لفرض العقوبات الاقتصادية على أبناء شعبنا ، ناهيك عن استغلاله الظروف في زيادة وتيرة الاستيطان ذلك السرطان الذي ابتلع من الأرض ما ابتلع ، ونهب منها ما نهب ، في ظل غياب الرقيب والحسيب .

ليس الهدف من القراءة السابقة لبعض الأحداث هو تحميل المسؤولية لطرف دون آخر ، أو البحث عن السبب الذي أوصلنا إلى حالة التدهور هذه ، إنما الغرض هو التذكير بكوارث تلك المرحلة والتي لو استمرت – لا سمح الله – سنعيش دون شك نكبة جديدة تضاف إلى نكبات شعبنا المتتالية .

من هنا كان لزاماً علينا أن نذكر أنّ تحقيق المصالحة واجب وطني وشرعي قبل كل شيء ، ولكي لا يكون اتفاق مصالحة هشِّ لا بدّ من أن تكون هناك أسس ومبادئ تلتزم بها كافة الأطراف وأهمها :

العمل على إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية تضم بين جوانبها كافة الأطر والتنظيمات الوطنية والإسلامية ، ومكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية ،

ووقف الاعتقالات التعسفية على خلفيات سياسية ، فالكل يعلم أن العدو الأول لنا هو الاحتلال الصهيوني وأن السبيل الوحيد لمواجهته هو الوحدة الوطنية والالتفاف حول برنامج نضالي واحد يضمن العمل جنباً إلى جنب للوقوف في وجهة الهجمات الهمجية الشرسة التي يشنها الاحتلال وقطعان مستوطنيه مستفيدين من التغير الذي يطرأ على الساحة العربية ، لا سيما مصر الكنانة راعية اتفاق المصالحة ووقوفها إلى جانب شعبنا الفلسطيني .

من هنا نؤكد على جميع الأطراف الالتزام التام باتفاق المصالحة الوطنية ، وعدم التفكير بالماضي الأليم لا التفكير في العودة إليه من جديد .

أ. لؤي عمير الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة اللجنة الإعلامية - نابلس

http://www.miftah.org