تمييز عنصري...يطال المقدسيين داخل المدينة وخارجها
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2011/12/28

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13321

ضمن حربها التي تشنها على كل ما هو عربي وفلسطيني، ومخططاتها الاحتلالية التهويدية التي تسابق الزمن لتنفيذها ولا تستثن منها أحداً في الضفة الغربية وخاصة في القدس، كشفت المصادر الإخبارية عن مخطط احتلالي تهويدي جديد يستهدف المدينة المقدسة وسكانها، حيث أعدّ رئيس بلدية القدس الغربية نير بركات مخططاً يجري الترويج له حالياً في أوساط الأحزاب الإسرائيلية اليمينية في البلدية، يقضي بسلخ الأحياء المقدسية التي تركها الجدار خارج المدينة، مثل: كفر عقب وسمير اميس ومخيم شعفاط ورأس خميس، وفي المقابل ضم المناطق التي تضم مستوطنات وأراض فارغة، ومصنفة كمناطق ضفة غربية إلى حدود بلدية القدس الغربية.

ويقضي مثل هذا المخطط بسلخ أحياء مقدسية عن مدينة القدس، و سيخرج ما بين 120-130 ألف مقدسي من المدينة، وسيكون بالتالي واحد من أخطر المخططات التي ينفذها الاحتلال منذ العام 1967، هذا ما أشار إليه المهندس عدنان الحسيني، محافظ القدس مطلع الأسبوع الجاري لجريدة الأيام والذي قال: "نحن ننظر بخطورة بالغة إلى هذا المخطط"، وأضاف: "ليس من حق بركات ولا غيره رسم حدود القدس الشرقية، فالمدينة محتلة، وحدودها معروفة ولا نعترف لا بالضم الإسرائيلي للقدس الشرقية، ولا بهذه الخطوة الخطيرة التي ستكون لها انعكاسات خطيرة على عشرات الآلاف المقدسيين".

وحسبما أفاد الحسيني فإن مخطط بركات، واستكمال بناء الحاجز الإسرائيلي الكبير في مخيم شعفاط، والذي يشابه تماما حاجز قلنديا الإسرائيلي، وكلاهما سويا مع الجدار الإسرائيلي عزلوا أحياء فلسطينية كاملة عن مدينة القدس يقطنها عشرات الالاف من المقدسيين من حملة الهوية الزرقاء.

وكعادة الاحتلال فإن هذا المخطط التهويدي يأتي بحجج ومبررات واهية، فقد لخص مكتب بركات المخطط بالقول "هناك مناطق خارج (الجدار) تابعة للبلدية يصعب إلى حد كبير تقديم الخدمات البلدية لها، من جهة أخرى توجد مناطق داخل السياج (الجدار) لا تقع ضمن حدود البلدية بحيث تواجه الإدارة المدنية صعوبات جمة في تقديم الخدمات لسكانها".

إذن هكذا يبدو واضحا ًالفصل العنصري الذي تمارسه سلطات الاحتلال بكل أدواتها، سواءً مخططاتها الاستراتيجية أو بنائها وتنفيذها على الأرض من جدار فصل عنصري ذي أهداف سياسية توسعية بحته، أو استيلاء على الأرض من أجل توسيع البناء في المستوطنات خاصة تلك المحيطة بالقدس، من أجل إفراغ المدينة من سكانها الأصليين، وإحلالهم بيهود غرباء عن هذه الأرض، خاصة بعدما ذكرت المصادر مؤخرا ً ما سيكون عليه ارتفاع عدد الفلسطينيين مقابل الإسرائييلين في القدس بعد عدد من السنين.

هذا هو الهدف الذي قد يبدو غير معلن، لكنه واضح وضوح الشمس، ألا وهو سحب إقامات ما يزيد عن 70 ألف مقدسي يعيشون خلف الجدار، وهم محرمون من خدمات البلدية من التعليم والصحة وغيرها، وسكان القدس العرب ليسوا أفضل حالاً فهم أيضاً يعانون من تمييز عنصري ممنهج، ومن تضييق يطال مناحي حياتهم كافة، فيحاربون في الحفاظ على منازلهم أو توسعتها أو رخص لبناء أخرى، والآن ها هو المصير المجهول يكتنف مستقبل عشرات الآلاف من المقدسيين الذين تفصلهم عن مدينتهم الحواجز وجدار الفصل العنصري، وهم مهددون بخسارة هوياتهم المقدسية، وبالتالي حرمانهم من حقوقهم القانونية والاجتماعية التي من حقهم الحصول عليها.

هذا هو واقع القدس والمقدسيين، وهذا ما سيكون عليه مستقبلهما من ظلم وتمييز وعنصرية وتهديد، من أجل إفراغ المدينة من سكانها الأصليين، والاستيلاء عليها والتفرد بها لتهويدها وتغيير معالمها وجعلها عاصمة أبدية لكيانهم المزعوم، فهل لها من منقذ، وهل لها ربيع قادم..بعد كل ما رأته من قسوة الشتاء؟

http://www.miftah.org