عام 2011..لا للمستحيل
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
2012/1/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13337

رغم الرغبة البشرية الملحة في نفوسنا للتفاؤل بعام جديد، يمحو معه آلام الذي سبقه، إلا أن تفاؤلاً مشوبا ًبالحذر ما زال يجد طريقه إلينا، نحن الذين اعتدنا على أن يكون هكذا شكل تفاؤلنا.

عام آخر فل، لم يكن كغيره من سابقيه من الأعوام، لقد كان مميزاً سلباً وإيجاباً، ربما كان ثقيلا ً بكل ما حمله من ملفات ما زالت عالقة حتى الآن، وها نحن نجرها معنا إلى العام 2012، ففلسطينياً ما زالت المصالحة على حالها في طور التنفيذ، وما زال شقي الوطن الضفة وغزة منفصلين وكل في شأنه سواء. وما زال ملف طلب عضوية لدولة فلسطين في أروقة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، وما زالت دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل استيطانها، وممارستها العدوانية على الأرض بحق مواطنينا، وطغيان مستوطنيها، وعتو جيشها، وتهويدها للقدس الذي شهد أوجه في السنة الماضية.

أما عربياً فقد كان عام 2011، عام الربيع العربي، عام تحدي المستحيل، والطوق للحرية والكرامة والعيش الكريم، كان عام الثورات العربية، بدءاً بتونس ومصر ومن ثم ليبيا وسوريا التي ما زال الوضع فيها عالقاً حتى الآن، ولا ندري هل سيكون عام 2012 أشد قساوة وشدة من سابقه، أم أنه سيأتي برداً وسلاماً ليشفي الجراح المفتوحة، وسيحيل العدالة التي أُريقت لأجلها ألاف الأرواح البريئة، التي ذهبت وهي تحلم بالديمقراطية والمساواة وما زالت تنتظرها الدول التي اشتعلت فيها الثورات.

فعام 2011 هو عام المستحيلات بجدارة، فكيف تحولت أحلام الشعوب إلى حقيقة في ليلة وضحاها؟ وكيف تحول أعزاء القوم إلى أذلاءه؟ وفلسطينيا ً لم نكن بعيدين عن مشهد الثورات العربية التي اتقدت شعلتها في أنحاء الوطن العربي كافة، وسارع الشباب الفلسطيني لمجارة الركب واستغلال الحماسة العامة للمطالبة بإنهاء الانقسام، تحت شعار "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، وها قد جاء العام الجديد ونحن ما زلنا في أروقة المصالحة، التي تحتاج منا قيادة وشعباً لبذل المزيد من الجهد والعمل، خاصة في ظل التعنت الإسرائيلي وإعلان حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والتي تزداد تطرفا ً يوماً بعد يوم، بأنها لن تتعامل مع السلطة إذا ما اتفقت مع حركة حماس، ولن تعود معها للمفاوضات، وكأنها تركت سابقا ًمجالاً للحديث عن أي وضع مقبول لمفاوضات سلمية في ظل استيطان التهم الأخضر واليابس، ولم يترك للفلسطيني موطئ قدم له في أرضه، بانحياز وضوء أخضر أمريكي، لكنه في المقابل باستنكار دولي، تركت حكومة نتنياهو في عزلة دولية، وصورة مهزوزة عالمياً.

لقد كانت أهم الخطوات الدبلوماسية الفلسطينية في العام السابق، بل وعلى مدار الأعوام السابقة على الإطلاق، هي ما أسميناه "استحقاق أيلول" وهو التوجه للأمم المتحدة لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية والذي تمخض عنه عضوية لدولة فلسطين في المنظمة الأمية للثقافة والتراث- اليونسكو، وعلى أثرها فرضت دولة الاحتلال الكثير من الإجراءات الانتقامية والتعسفية، على الفلسطينيين قيادة وشعباً، لكنها في الوقت ذاته لم تكن مستثناة من الانتقادات الدولية. وكان لكل العوامل الإقليمية والظروف الفلسطينية انعكاسها على الكيان المحتل الذي بدأ يستشعر خطر وجوده، والتهديد الذي يطال مستقبله.

كما كان لنا إنجاز آخر على الصعيد المحلي ألا وهو إنجاز صفقة تبادل الأسرى بالإفراج عن 1027 أسير فلسطيني مقابل الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، ولا ننسى من بقي في السجون.

ما زلنا في البداية، نحمل معنا أحلام العام الماضي التي ما تحققت فيه، وربما أحلام وأمنيات ما قبله، وأخرى قديمة، كلنا أمل بأن يكون العام الجديد بعيداً عن الكوارث الطبيعة، والثورات الحربية، ورغم كل المنجمين والمتنبئين الذين قالوا أن صعوبة عام 2011 ما هي إلا قطر من غيث من العام الذي يليه، إلا أننا لا نملك سوى التسلح بالتفاؤل والأمل بعام مقبل يحمل الخير والسلام بين طياته للعالم أجمع.

http://www.miftah.org