ماذا بعد 26 كانون؟!
بقلم: حمدي فراج
2012/1/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13395

قليلة هي الأيام التي بقيت تفصلنا عن 26 الجاري، موعد حسم لقاءات عمان التي تفتقت العقلية السياسية (المحلية والعالمية) بإطلاق لفظة "استكشافية" عليها لتمييزها او تفريقها عن المفاوضات التي توقفت (مجازيا) منذ ما يزيد على خمسة فصول، لسبب وجيه متعلق باستمرار اطلاق لسان الجرافة الاسرائيلية في لحم الارض الفلسطينية، والذي لم يتوقف، الامر الذي دفع القيادة الفلسطينية التوجه الى الامم المتحدة، المكان الطبيعي لحل خلافات الشعوب والامم، لكن هذه بقيادة امريكا، هددت واغلظت وتوعدت، فأعادت الموضوع الى الرباعية الدولية التي وضعت لنفسها سقفا ينتهي في 26 كانون ثاني الجاري.

بعد اصطدام استحقاق ايلول، وهو موعد مضروب منذ سنة تقريبا، حيث لقاء الجمعية العامة السنوي، وجدت القيادة نفسها تشق طريق المصالحة الوطنية، او بتعبير ادق المصالحة بين الحركتين الحاكمتين في الضفة وغزة، كانت الاخيرة تنتظر استحقاقها الخاص بها، وهي الانتخابات المصرية وعن ماذا ستسفر، وأسفرت عما رغبت وأكثر، فوز كبير للاخوان (45%) وكاسح للاسلاميين (حوالي 70%).

لكنها – المصالحة- ظلت تراوح مكانها، فلا هي تمر ولا تتوقف، لا تشفى ولا تموت، والسبب يتكثف في معرفة ما الذي سيتمخص عنه الاستكشاف العمّاني، فأذا ما نجح فشلت، واذا ما فشل نجحت، ولهذا بدأ البعض يعد نفسه للانتخابات التي تحددت في ايار، وهي لطالما انها بدون مرسوم رسمي، فإنها مجرد كلام يتم ترديده، للدرجة التي اضطر رئيس للجنة الى ان ينفي خبرا تم تداوله يتعلق بفتح مكاتب الانتخابات في غزة، ومسؤول آخر يقول ان اجراءها في الموعد المضروب يكاد يكون مستحيلا. ناهيك عن الاعتقالات والتنغيصات والتحريضات المستمرة. وهكذا، وجد الناس انفسهم منشدّين ومشدوهين الى 26 الجاري، وما الذي سيحمله لهم هذا التاريخ، وما الذي سيعقبه اذا ما نجح او اذا ما فشل، وحتى "حماس" تنتظر مع المنتظرين وبعضهم يمنون النفس ان ينجح في اعادة السلطة الى الطاولة وان تأخذ بيدها معها، خاصة وان حركة الاخوان "أُم حماس" دشنت طريقها الى حضن امريكا "أُم اسرائيل".

وجاء اعتقال الدويك الذي قرأته "حماس" انه ضرب للمصالحة، في اشارة غير مباشرة ان اللقاء الاستكشافي العماني قد نجح..!!

وسواء صحت هذه القراءة ام زلت، فإن العودة الى المفاوضات سيتبعها فورا ارفضاضا قريبا، ليس بسبب صعوبة ملفات طاولتها فحسب، بل لأن حكومة نتنياهو لاترى تقدمها ورفعتها ووطنيتها الا بقدر ما تقتص من الفلسطينيين على الارض والطاولة ومكتب التصاريح الذي قلص صلاحية تصريح الرئيس لشهرين والحاجز الاحتلالي الذي اعتقل رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك.

- ماذا بعد 26 كانون الثاني؟! – يوم 27 منه..

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. - hamdifarraj@yahoo.com

http://www.miftah.org