أو 101
بقلم: نصير فالح
2012/2/1

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13436

لا يدرك المرؤ كم معاناة الشعب الفلسطيني ليس هذه المرة مع الاحتلال بل مع مؤسساتنا ومع انفسنا.

كنت اعتقد انك ما لم ترفع سماعة هاتفك وتبلغ الاسعاف بان هناك مريضا او مصابا في حالة حرجة حتى تهرع اليك طواقم الاسعاف بسياراتها واساطيلها،ولم يكن يخيل لي ان سيارتي هي سيارة اسعاف وان سيارات الاسعاف ليست للحالات الحرجة بل لنقل الموتى.

لا اعتقد بامكان احد ان يجادلني في قضية حدثت معي ولم يروها لي شخص كي اشكك في صحة حديثة،وهنا لن اخوض في التفاصيل ولا في الاسباب ولا المسببات بل اقول انني تمكنت من قطع سبع دقائق بسيارتي بسرعة قياسية وحملت المريض وذهبت به الى مجمع فلسطين الطبي واسعفته ومن ثم عدت به الى المنزل بعد انقضاء وقت طويل قبل ان تصل سيارة الاسعاف التي لم تصل اصلا.

هنا ادركت ان الاستخفاف بحياة الانسان الفلسطيني ليس صنيعة الاحتلال فحسب بل ايضا من صنع انفسنا،فليس الانسان هو اغلى ما نملك بل ان الانسان هو بقرة حلوب ليست بمستوى تلك البقرة التي تعبد في الهند.

نستخف بكل شيء لانه لا محاسبة للمقصر ولا ثناء على المتفاني ،هنا اختلط الحابل بالنابل وباتت حياتنا كمماتنا ،فعندما يرد او ترد موظف او موظفة السنترال على نداء الاستغاثة يعرفان انسانية عملهما وخطورة الحال ،الو "101" هل سمعتم وقد انقضى على طلب العون اكثر من ساعتين ونصف الساعة ولم تلبوا النداء ام صدق القول فيكم:

لقد اسمعت لو ناديت حيا**ولكن لا حياة لمن تنادي

http://www.miftah.org