دلالات فوز نتنياهو
بقلم: خالد معالي
2012/2/6

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13445

مر فوز "نتنياهو" رئيس وزراء دولة الاحتلال في الانتخابات الداخلية لرئاسة حزب الليكود مرور الكرام، ولم تشبعه وسائل الإعلام نقدا وتحليلا بالشكل الكافي؛ وهو أمر مستغرب لما في هذا الحدث من دلالات وانعكاسات صعبة وخطيرة على المنطقة برمتها.

"نتنياهو"عقب بعد حصوله على نسبة 74% من الأصوات، بالقول: " إن الليكود ملتزم بالتوطين في جميع أنحاء البلاد باعتباره عنصرا أساسيا لمستقبل الدولة "؛ وهو ما أدى إلى تصريح حزب كديما المعارض "بأن الليكود أكد رغبته في مواصلة السياسة المشتركة والمتطرفة".

يمكن الاستنتاج مما سبق؛ أن فوز "نتنياهو" سيشكل خطرا متصاعدا على الأردن الشقيق؛ كونه يتبنى خطة "الوطن البديل"، وهو ما طرحه علانية ولم يخفيه في كتابه "مكان تحت الشمس"، وهذا الأمر قد يفسر قلق ملك الأردن عبد الله الثاني البالغ؛ مما دفعه لاتخاذ خطوات استباقية في محاولة لإجهاض مخططات "نتنياهو" العابثة باستقرار الأردن والمنطقة ككل.

النائب في كنيست الاحتلال "آرييه الداد" صرح بان لا عودة لسبعة مليون لاجئ فلسطيني إلى ديارهم، وانه يجب توطينهم في الأردن.

"بن كسبيت" المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" العبرية يرى بان "الملك عبد الله بدأ يقتنع مؤخرا؛ بأن دولة الاحتلال تقوض بشكل متعمد قوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتعتزم تقويض حكمه من أجل خلق حالة من الفوضى في الضفة الغربية، واستغلال احتجاجات "ربيع الشعوب" العربية في الشرق الأوسط؛ من أجل إنشاء واقع جديد يتم من خلاله إسقاط حكم العائلة المالكة الهاشمية؛ وبعد ذلك تستولي على الحكم جهات فلسطينية، التي تشكل غالبية السكان في الأردن".

وتابع:" أن وضعا كهذا سيمكن "نتنياهو "لاحقا من الادعاء بأن الأردن هي الدولة الفلسطينية والسماح لسكان "يهودا والسامرة" (أي الضفة الغربية) أن يكونوا رعايا أردنيين".

ولا يتوقف خطر فوز "نتنياهو" على الأردن فقط؛ بل سيمتد إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة، بشكل غير مسبوق من خلال تهويدها بوتيرة متسارعة ومحمومة، ومن يستطلع الإحصائيات الفلسطينية حول تصاعد الاستيطان؛ يعرف مدى خطورة سياسة "نتنياهو" التي لا تؤمن بالسلام بل بالمزيد من تعقيد وتدهور المنطقة برمتها.

عاجلا أم آجلا سيشعل "نتنياهو" الحرب مع إيران؛ التي قد يستغلها لتنفيذ فكرة الوطن البديل، عبر طرد وتهجير فلسطينيين من مناطق محددة بعينها في الضفة الغربية والقدس، ويجعل الجدار العنصري هو الحدود المستقبلية للفلسطينيين، مستغلا انشغال العالم بالحرب المدمرة وقتها، والتي قد تحرق يديه.

حقيقة فوز وصعود نجم "نتنياهو" أتت من خلال فهمه لعقلية ونفسية اليهود، في دولة الاحتلال التي لا تؤمن بغير التوسع وبشعب الله المختار – كذبا وزورا – من بين كل الشعوب، وبان الاغيار مجرد عبيد وخدم لهم.

سيقود "نتنياهو" المنطقة برمتها إلى أتون حرب ودمار لم يحصل له مثيل في السابق؛ بفعل غروره وغطرسته التي لم يسبقه له احد عبر التاريخ؛ وعبر الدعم اللامتناهي من قبل الغرب وأمريكا، فهل تعي المنطقة خطورة ما سيقدم عليه "نتنياهو"، ويتخذوا التدابير اللازمة والوقائية لتدارك الأمر الجلل ؟! نأمل ذلك.

http://www.miftah.org