لا زال الانقسام الفلسطيني قائماً..!!
بقلم: أحمـد فـراج
2012/2/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13501

لا يمكن الحديث عن أن الانقسام قد زال بتوقيع اتفاق القاهرة أو مكملاته كإعلان الدوحة، ربما كون الأجواء لا زالت مشحونة بعواصف رملية تركت صداها عند طرفي النزاع ("فتح" و"حماس").

الجميع على يقين بأن الرئيس محمود عباس جاد في إنهاء الانقسلم وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قد لا يشارك فيها وفقاً لما صرحه تكراراً بهذا الشأن، إلا أن سماع بعض الأصوات التي تطالب بعدم القبول بما تم الاتفاق عليه يعيدنا الى نقطة الصفر من جديد.

الانقسام بنظري لا نهاية له، لا سيما بعد مضي 7 سنوات عليه، وتشيكل أجهزة ورجال مصالح في قطاع غزة، أضف الى ذلك أن غزة تتبع مالياً الى السلطة في الضفة، هذا ما يمكن أن يُشجع على بقاء الانقسام.

إضافة إلى ذلك، ما أوجد بالضفة بفعل الانقسام لا يمكن العودة عنه، من الخطط الأمنية وفرض القانون والذي في طبيعة الحال يتوق له المواطن الفلسطيني.

قيادة "حماس" مجتمعة أو منقسمة لا تريد أن يبقى الانقسام أو يطول كذلك قيادة "فتح"، ولكن ما الذي يعيق تطبيق ما تم الاتفاق عليه لطي صفحة الماضي والبدء بمرحلة جديدة لبناء مؤسسات الدولة ضمن المفهوم الوطني التحرري.

ربما لا أحد يعرف ما الذي يدور في الدوائر المغلقة خلال الاجتماعات العديدة التي دارت في جلسات المصالحة وأدت في نهاية المطاف الى التوقيع، إلا أن الجميع يعرف أن المجتمعين وقعوا العديد من المرات على اتفاقات لإنهاء الانقسام ولم يُطبق منها شيء حتى اللحظة، والكل يمتلك أسباباً يعتقد أنها فوق مصلحة الكل الفلسطيني للاستمرار بالتمسك في موقفه.

ولعل ما أوجد نوعاً من السخط على استمرار حفلات التوقيع على مسودات للاتفاقات، أن جُلها لم يعد بحاجة لها الشعب الفلسطيني، الذي يتوق الى الحرية والخلاص من الاحتلال وأيضاً من الانقسام.

لا بد من وصفة سحرية أخرى غير التي جرت وبموجبها جرى تكليف الرئيس محمود عباس "أبو مازن" بتشكيل الحكومة المقبلة لإجراء الانتخابات، رُبما نحن بحاجة إلى وصفة من نوع آخر "غير سحرية" بل واقعية للخروج من المأزق الداخلي.

* كاتب وصحافي فلسطيني مقيم في مدينة رام الله. - farraj.alayyam@gmail.com

http://www.miftah.org