حركة فتح والتغيير المنتظر في غزة
بقلم: رمزي صادق شاهين
2012/3/15

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13568

انتشرت خلال الفترة الأخيرة الأخبار عن نية قيادة حركة "فتح" إجراء التغييرات التنظيمية على مستوى أقاليم قطاع غزة، هذا الحديث الذي يسلط الضوء على قضية مركزية ومهمة كانت مطلوبة منذ فترة طويلة، والتي يعول عليها الكادر التنظيمي بشكل كبير، بشرط أن تكون بحجم طموحات وتطلعات هذا الكادر.

لا نعلم إن كان توقيت التغيير له علاقة بالخلاف الذي كان بين الأخ الرئيس وبين الأخ محمد دحلان ، ولكن نتأمل أن لا يكون كذلك ، وذلك تحسباً لمزيد من الخلافات داخل البيت الفتحاوي، لكننا نحتاج بالفعل إلى هذا التغيير بما هو مطلوب من تنشيط الحركة التنظيمية ومؤسسات "فتح" ولجانها التي باتت في حالة شيخوخة نتيجة الأخطاء مرة، ومرة أخرى نتيجة تناوب نفس الأشخاص على هذه الأقاليم والمؤسسات دون وجود بناء جيل جديد يحمل راية البناء ويُعطي المزيد من الزخم لحركة بات عمرها نصف قرن .

التغيير حالة إيجابية، وهي مطلب جماهيري وتنظيمي للكادر الذي عاني من سطوة المسئولين القدامى، والذين كانوا يتعاملون مع الموقع على أنه حاكورة خاصة، أو إرث عائلي، أو مكسب شخصي تم الاستفادة منه باتجاه تحقيق المصالح الخاصة، هذه القيادات التي تسلقت على ظهور الغلابة من أبناء فتح وأصبحت وزراء ووكلاء وزارات وقادة أجهزة أمنية، وللأسف تاريخهم لم يسجل إنجاز واضح على الأرض.

لم تكن فتح بحاجة للتغيير، وأصبحت المؤسسات الفتحاوية تخدم طرف دون آخر، وكانت المسميات من رفح حتى جنين تصعب على الكادر حفظها، وكانت الأخطاء تتراكم لدرجة أننا فقدنا ثقة المواطن بشكل أثر على الانتخابات البلدية والتشريعية عام 2006.

نتمنى أن يفرز التغيير القادم وجوه فتحاوية جديدة، تتلاءم مع تطلعات الجماهير والكوادر والمؤيدين، وجوه تستطيع أن تعطي لفلسطين وللوطن، دون أي تطلعات لمسميات وتطلعات شخصية، فـ"فتح" ليست ورقة مروسة وختم، "فتح" حركة وطنية لها تاريخ وقدمت إلى جانب شعبنا مئات الآلاف من التضحيات التي تستحق منا أن تحرمها ونحافظ على وصايا الشهداء منهم، بأن نصل إلى مرحلة تكون فيها "فتح" حركة تستطيع أن تمثل كُل فلسطيني شريف.

* كاتب وإعلامي فلسطيني- غزة. - ramzi.s.shaheen@gmail.com

http://www.miftah.org