المعتقلون السياسيون وسياسة الباب الدوار
بقلم: ناريمان عواد
2012/3/17

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13571

لا غرابة في إقدام إسرائيل على إعادة اعتقال من تم تحريرهم في صفقة "وفاء الأحرار"، فقد تكهن الكثيرون بأن إسرائيل، لن تسمح للأسرى المحررين أن ينعموا بالهدوء والسكينة ويمارسوا حياتهم الطبيعية.

فقد لجأت إسرائيل تحت ضربات المقاومة الموجعة، وفي أكثر من مرة، إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ثم إعادة اعتقالهم بذرائع وأسباب واهية.

انه من المؤكد أن الصلابة التي يتحلى بها الأسرى الفلسطينيون ومن بينهم الأسيرة هناء شلبي وإخوانها في الأسر، لا تعطي مجالا للشك في انكسار السجان أمام الإرادة الصلبة التي خاضها الأسرى الفلسطينيون دفاعا عن كرامتهم أمام البطش والعدوان الذي تمارسه سلطات الاحتلال داخل السجون وأقبية التحقيق، ولا غرابة أن تكون الوقفة المشرفة التي حملتها هناء شلبي وشاركتها بها أمها الصابرة في إضرابها المستمر عن الطعام خير دليل أن المرأة الفلسطينية ستبقى شامخة أمام كل الظلم والقهر واستباحة الحريات.

تصرخ هناء من زنزانتها: "أنا هنا اتمم ما بدأه الشيخ خضرعدنان في إضرابه المستمر عن الطعام لمدة 66 يوما"، لقد تحدى وانتصر وشكل نموذجا في تحدي وقهر السجانين، كما أدار معركة الأمعاء الخاوية كورقة ضغط ليس فقط على قوات الاحتلال وسجانيه، وإنما أيضا على الداعمين والمناصرين لقضية الأسرى؛ للعمل بمنهجية جديدة تجاه قضية الأسرى وخاصة قانون الاعتقال الإداري وكيفية التعامل معه.

وإذا كان الحراك الأهم هو مقاطعة المحاكم الإدارية، فثمة وقفة بطولة أسست لهذا الحراك بدأها الشيخ خضر عدنان وتممتها الاسيرة هناء شلبي.

هل تنتهي الحكاية هنا؟ أم أنها تتابع في ضخ دماء جديدة لمعركة الأسرى والأسيرات في نضالهم ضد سطوة السجان والتي لم تتوقف ليوم واحد؟

لعل الظاهرة الهامة في نضال الحركة الأسيرة أن هنالك حراكاً اجتماعياً وسياسياً وجماهيرياً متنامياً داعماً ومسانداً لقضية الأسرى.

ثمة تحد يقف أمام القيادة السياسية، لحمل صرخة هناء وخضر عدنان وكافة الأسرى في سجون الاحتلال إلى المحافل الدولية لتدويل قضية الأسرى، كي لا نبقى أمام بوابات المحاكم الاسرائيلية التي تستبيح كافة المواثيق الدولية خدمة لإغراض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وثمة موقف يجب أن تؤكده القيادة وهو عدم العودة للمفاوضات دون تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى والمعتقلين.

صرخات أمهات الأسرى تتعالى: "لا تتركوا أبناءنا يعانون في غياهب السجون"، ووسط الهتاف يعلوا الحراك الجماهيري المتنامي الذي من المؤمل ان يتعالى أكثر فأكثر في الأيام والأسابيع القادمة.

تسير الأسيرة البطلة هناء على درب شيخ المقاومين خضرعدنان، الذي انتصر في معركته مع السجان، وهو ما يضعنا أمام مسؤولية أخلاقية ووطنية لمساندة شلبي، لتنتصر كما انتصر خضر عدنان وغيرهم الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال.

* اعلامية فلسطينية. - narimanahmad134@hotmail.com

http://www.miftah.org