الإضراب والصمود..!!
بقلم: نضال عساف
2012/3/22

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13588

إلى المناضلة هناء شلبي والمناضل خضر عدنان

منذ ما يقارب المائة عام والشعب الفلسطيني لا يزال يكتب قصص الصمود والبطولات المصورة، لا يزال يقاوم بالحجر وبالشعر، ينشد محمود درويش قصيدة لوصف علاقة السجان الشوفينية مع السجين فيقول:

وقد فتَّشوا صدرَهُ/ فلم يجدوا غير قلبهْ/ وقد فتشوا قلبَهُ/ فلم يجدوا غير شعبهْ/ وقد فتَّشوا صوتَهُ/ فلم يجدوا غير حزنهْ/ وقد فتَّشوا حزنَهُ/ فلم يجدوا غير سجنهْ/ وقد فتَّشوا سجنَهْ/ فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود

حجم المأساة يكبر عندما تلتف القيود لتطال الأرض و البشر وبالتالي تتساوى العناصر جميعها لتصبح أسرى لاحتلال غاشم لا يريد للبشر أن ينعموا بالحرية، ولا أن يموتوا موتا طبيعيا كبقية البشر. أما الرسالة الوحيدة التي تبثها بندقية المحتل الى الفلسطيني هي أنهم تحت سقف سجن واحد، فالقضبان إن لم تكن فولاذية فهي حسية تطاردهم و تحشر الهواء و الحرية عن عيون الناس. لكن القضبان الوفية تتحول الى أقلام يكتب بها الأسير على جدران مخيلته الرحبة جل معاناته و أحلامه، فتصبح الكتابة قوتا يوميا يغني عن المأكل و المشرب، ثم تتحول لتصبح إضرابا عن الطعام، ومن ثم يتحول الإضراب الى فضاء يطلق فيه الفلسطيني شروطه المشروعة في العيش الكريم، و يفرض على السجان احترام آدميته.

في هذه الأثناء تكمل الأسيرة في السجون الصهيونية هناء شلبي القصة البطولية التي بدأ بكتابتها الأسير خضر عدنان.

حبكة القصة تدور حول أبطال من الواقع يقومون بمحاربة السجان باستخدام سلاح الأمعاء الفارغة تحت شعار الموت جوعا فوق حياة بلا كرامة. انها قصة حلم بادئ في التحقق والخروج الى النور.

* الكاتب فلسطيني يقيم في مدينة العين- الإمارات. - nid_as@hotmail.com

http://www.miftah.org