فلسطين العلامة المميزة في قمة بغداد
بقلم: محمود خلوف/موفد وكالة 'وفا' للقمة العربية
2012/3/29

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13608

بغداد- على الرغم من أن القضية الفلسطينية كانت حاضرة دائما في القمم العربية المتعاقبة، إلا أن اللافت أنه في ظل الربيع العربي وتداعياته، ظلت القضية الفلسطينية في صدارة جدول الأعمال في قمة بغداد التي ستنطلق يوم غد الخميس على مستوى القادة والزعماء والقادة.

منذ ثلاثة أيام قبيل انعقاد القمة، تصدرت القضية الفلسطينية المشهد سواء في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، أو في مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة، وهذا أعطى زخما لهذه القضية وصدارة لدى تغطية الصحف ووكالات الأنباء رغم سخونة الوضع في سوريا ووجود قتال في سبها الليبية.

وأكد أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وجود إجماع لدى المسؤولين العرب بشأن إعطاء مزيد من الزخم والمؤازرة للقضية الفلسطينية، حينما صرح الليلة الماضية للصحفيين بقوله: بأن الاجتماعات التحضيرية للقمة وكذلك القمة ستبحث هذا الملف بشكل مستفيض.

وتوقع الأمين العام أن يكون هناك نقاش طويل حول الوضع في فلسطين في ضوء ما تقدم به الوفد الفلسطيني فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية التي سيقدمها الرئيس محمود عباس أمام القمة العربية.

وأوضح أن البند الثاني على جدول أعمال القمة ويتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته، ويشمل 3 بنود فرعية هي: القضية الفلسطينية ومستجداتها، الجولان العربي السوري المحتل، التضامن مع لبنان ودعمه.

وحول المساحة التي تحتلها القضية الفلسطينية على جدول أعمال قمة بغداد، قال المندوب الدائم للعراق في الجامعة العربية السفير قيس العزاوي: إن فلسطين وإن كانت الأزمات التي شهدها العالم العربي في الآونة الأخيرة إلا أنها تبقى كالقلب من الجسد، ومهما تم من جهد فإن الجميع يعتبر مقصرا في حقها، ولكن هذا لا ينكر وجود تحركات فاعلة على الساحة العربية والإسلامية لنصرة القضية الفلسطينية والأماكن المقدسة.

وأضاف: القمة ستبحث القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وفي مقدمة ذلك ما يجري في القدس، وكذلك نتائج مؤتمر دعم القدس الذي عقد مؤخرا في الدوحة بالإضافة إلى الاستيطان، ووضع عملية السلام.

وأعرب السفير العزاوي عن أمله بأن تكون قمة بغداد محطة مهمة على صعيد تقديم الدعم للشعب الفلسطينية ونقطة انطلاق لتوحيد الجهود العربية، وإعلاء أهمية العمل العربي المشترك، وإعادة الروح للجامعة العربية، من خلال عملية الهيكلة المطروحة التي سيناقشها الملوك والرؤساء والقادة العرب بالقدر الذي يجعلها أكثر فعالية في العمل العربي المشترك، بحيث تصبح بجانب كونها تعبر عن الأنظمة الرسمية العربية، إلى مستمعة أيضا لهواجس وأحاسيس الشارع العربي وترجمته والتعبير عنه، بعد نجاح تجربتها في دعم ومساندة حركات الربيع العربي.

وما زاد الزخم الإعلامي الخاص بفلسطين لدى وسائل الإعلام والقنوات الفضائية العامة والخاصة في العراق تصريحات وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي في مطار القاهرة خلال قدومه إلى بغداد التي أكد خلالها بأن الرئيس محمود عباس سيحضر القمة العربية المقررة هنا تحت أي ظرف كان.

وقد تصدر تصريح المالكي:'الرئيس سيحضر حتى لو اضطر إلى أن يأتي مشيا على الأقدام' نشرات الأخبار والتقارير الإخبارية التي تناولت القمة والاجتماعات التحضيرية وحجم التمثيل العربي فيها.

ولا يقتصر الأمر على مشاريع قرارات تناقش، فحب فلسطين لدى العراقيين يظهر من خلال النقاشات بين الناس والإعلاميين وتغطية وسائل الإعلام، أسماء المواقع، والشوارع تظهر خصوصية فلسطين بالنسبة لبغداد والعراق ككل.

ففندق فلسطين الدولي (5 نجوم) من أفخم الفنادق ويقع بمكان قريب من القصر الذي سيستضيف القمة العربية ويقيم فيه عدد من الوفود المشاركة في القمة.

كما أن اللافت بأن القاعة الكبرى التي سيعقد القادة العرب القمة الثالثة والعشرين فيها تحمل اسم القدس، يضاف إلى ذلك أن البوابة الرئيسية للقصر الجمهوري، والذي تدخل منه معظم الوفود ومن ضمنها الإعلامية والدبلوماسية تحمل اسم القدس.. ومن يتجول في مختلف أحياء بغداد يجد علامات فارقة تظهر عمق العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والعراقي، فعلى مكان ليس ببعيد عن قاعة عقد القمة يوجد شارع فلسطين بحي الرصافة، كما يوجد في المنطقة ذاتها شارع محمد الدرة.

كما تضم منطقة الكرخ من أرقى أحياء بغداد شارع حيفا، فيما ينتشر العلم الفلسطيني في كل مكان، وكذلك صور الرئيس محمود عباس في عدد من الميادين الرئيسة إلى جانب عدد من إخوانه من القادة العرب.

وحول سر الاهتمام اللافت بفلسطين وأبنائها في العراق، قال الصحفي العراقي إبراهيم محمد الشريف، محرر الشؤون العربية في مركز الإعلام العربي ومقره القاهرة: هذا نتاج لتضحيات مشتركة ونضال طويل مشترك، فهناك المئات من أبناء العراق استشهدوا في معارك الدفاع عن فلسطين.

وأضاف: كما أن فلسطين من مقدمة الدول التي حرصت على علاقتها الطيبة مع الشعب العراقي والقيادة العراقية في مختلف المراحل، وكلمة فلسطين، والمسجد الأقصى المبارك يعني الكثير لدى 30 مليون عراقي، وكلهم يحلمون ويدعون لتحرير فلسطين ليتمكنوا من زيارتها والصلاة في مقدساتها.

وأوضح أن طلبة وطالبات المدارس العراقية في كافة مراحلها يتغنون وينشدون بحب واحترام أناشيد فلسطين والدفاع عنها، كما أن السلام الوطني العراقي من كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم طوقان.

من جهته، أكد رئيس قسم الشؤون العربية في جريدة الأخبار المصرية الصحفي وليد دياب أنه لمس عمق في العلاقة الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والعراقي.

وأضاف: من الواضح بأن العراق تعاني ظروفا صعبة سببها الحصار الظالم خلال التسعينات والاحتلال الأجنبي ورغم معاناة العراقي الناجمة عن الهاجس الأمني وهموم الحياة إلا أنه واضح لدينا كصحفيين قمنا بالاحتكاك بهذا الشعب بأنه محب كثيرا لأشقائه العرب وأن القضية الفلسطينية تعيش في وجدانه وحلمه.

وتبقى الأنظار تتجه إلى بغداد قبيل انعقاد القمة، على أمل أن تخرج بقرارات مهمة وقوية وجريئة وأن تجد طريقها نحو التنفيذ، في ظل الربيع العربي والتحديات الجمة التي تواجه الأمة العربية بشكل عام.

http://www.miftah.org