عن الرسائل والورق..!!
بقلم: حمدي فراج
2012/4/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13635

لا نعرف من اين جاءت فكرة الرسائل بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائلي بنيامين نتنياهو في عصر الانترنت والفيس بوك والتويتر، والتي سمعنا عنها لأول مرة من خبر نشرته وسائل الاعلام بعيد المكالمة الهاتفية التي اجراها الرئيس الامريكي مع الفلسطيني بعد مقاطعة بينهما استمرت زهاء ستة شهور، أي منذ ما اطلق عليه استحقاق ايلول في الامم المتحدة، والشيء الوحيد الذي علمناه عن تلك المكالمة انها استمرت لما يزيد على نصف ساعة، وهو زمن طويل نسبيا من وقت مدير العالم السيد باراك اوباما المشغول في مقارعة نجاد واسقاط الاسد ناهيك عن افغانستان الذي سوّد جنوده فيها وجهه ودفعوه لتقديم الاعتذار مرتين في غضون وقت قصير، تدنيس المصاحف والتبول على الجثث، اما العراق التي اضطر للهرب منها معتقدا انه شرذمها بتطويفها بين سني وشيعي، وشيعي وشيعي، ليتبين انها فلتت او تكاد من بين أصابعه لصالح ايران وسوريا. روسيا التي بدأت تنبري له في كل موقعه، فهذا موضوع آخر، الانتخابات ومن من الجمهوريين سيكون خصمه فهذا موضوع سادس، رئيس مصر القادم، صاروخ كوريا النووي، الازمة المالية التي ظن ن رأسها قد خبا ، تبين له انها بأكثر من رأس، مالي التي دخلت له على الخط.

المهم ان الرئيس الامريكي "نصح" الرئيس الفلسطيني، بأن لا يرسل الرسالة لنتنياهو، وفهمنا ان الوقت الطويل من المكالمة الهاتفية تم استغراقه في قراءتها وبالتالي عدم موافقته عليها، وسرعان ما سمعنا ان نتنياهو يرفض تسلمها، ليصار بعد ذلك الى تعديلها، فيخرج علينا نتنياهو انه سيرد عليها برسالة مقابل رسالة يشترط فيها من رئيس السلطة الاعتراف بأسرائيل دولة الشعب اليهودي.

ومن الجدير التذكير ان فكرة الرسالة تولدت بعد تولد فكرة ما اطلق عليه المفاوضات الاستكشافية الفاشلة في عمان، المتولدة أصلا عن فشل المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان فالذهاب الى الامم المتحدة.

ونعتقد ان لا الرسائل ولا شكل الورق ولا حتى بلاغتها وفصاحتها ولا حتى المنطق التي تحمله على دقته وحقيقيته وصحته وعلميته واخلاقيته ونبله في اهمية احقاق السلام ونبذ الحرب والكراهية كفيلة بحلحلة نتنياهو قيد أنملة عن موقفه.

في الماضي، كانت الرسائل تثير معاني ايجابية ووجدانية لدى عامة الناس، وقد تغنى بها الشعراء والعشاق والمطربين، ووصل بالمطرب السعودي الجميل محمد عبده ان يقول لمحبوبته الذي سمع انها لن تتسلم رسالته: لا تردين الرسائل وايش اسوي بالورق.. كل معنى للمحبة ذاب فيها واحترق.

ترى، متى سيرسلون الرسائل والمكاتيب والمظاريف والطوابع والورق عموما الى المتحف؟!

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. - hamdifarraj@yahoo.com

http://www.miftah.org