الراتب...وقضايا أخرى
بقلم: صادق الخضور
2012/4/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13645

في كل دول العالم.. الراتب من حيث توقيت صرفه وانتظامه وثباته، تحصيل حاصل، لا يتطلب تصريحات ولا محاولات لتسجيل السبق الصحفي، مما يبقيه بمنأى عن كل الطنطنات والتوقعات.

لدينا ..وكأننا نعيش حكايات ألف ليلة وليلة ... كلنا بات يعيش الواقعة ... أولا.. لا التزام بمطالع الشهور في الصرف، ولا وضوح في الرؤيا، ولا مواعيد ثابتة، وثانيا والأنكى ... تسابق في التصريح، ثم ضبابية في المواعيد، والسؤال إلى متى؟؟

لا ننكر نجاحات الحكومة في عديد المجالات، والتوجّه لترشيد النفقات بات من الأمور الممكن تفهمها وهو سيكون بمثابة جزء من ثقافة ترتبط بتحديد الأولويات، وإدراك أهمية الشراكة في تحمّل المسئولية.

ولا يمكن تجاهل وجود أزمة، ولا وجود تلكؤ في دفع المانحين لالتزاماتهم أحيانا، ولا عدم إيفاء بعض الدول بتعهداتها، لكن كل ذلك يجدر ألا يكون سببا في كثرة التصريحات، والحديث عن توقعات، والمبالغة في حصر الأزمة وكأنها مجرد راتب فقط يقزّم كثيرا حقيقة المشكلة والتي لو كانت لجوانبها حلول لما برزت قضية الراتب كمشكلة أصلا.

الراتب في النهاية ..راتب ..لا يستحق كل هذه الهالة ولا الإطالة... والمفترض وجود متحدث رسمي ..متحدث واحد يحمل الخبر اليقين عن الموعد الأكيد حتى ولو تأخر الصرف .. المهم وجود موعد محدد، لا يختلف عليه اثنان.

غريب عجيب لا موعد الرواتب ثابت .. ولا نزولها أكيد ... وقد ولّى عهد التأريخ لبدايات الشهور بصرف الرواتب، وصار الراتب الشغل الشاغل للموظفين الغلبانين المنتظرين صرف الرواتب.

على هامش القضية وغير بعيد عنها ... حديث عن تعديل حكومي مرتقب، وهو تغيير طال انتظاره، وكان يجدر ألا يظل رهن مصالحة طال أمد تحققها فعليا على الأرض، فالتعديل أو التغيير قد ينجح في زحزحة ملف الراتب ولحلحلته بعد أن غدا عقبة كأداء وفي غيره من الملفات التي طال انتظارإيجاد حلول جذرية لها، وفي حال تحققت المصالحة فلا ضير حينها من إعادة تشكيل الحكومة.

موضوع آخر هو الانتخابات المحلية للمجالس البلدية والقروية ...إذ يمكن أن يكون إجراؤها سببا في تحريك الأجواء، وفترة ولاية المجالس المنتخبة قد تكون 5 سنوات أو لحين تحقق المصالحة مع أن انتظار المصالحة قد يكون أطول من الخمس سنوات.

ما جرى من انتخابات للصحفيين والمحامين وطلبة بير زيت والعروب تجارب انتخابية تؤكد أن استئناف الاستحقاق الانتخابي ممكن وفي عديد الأجسام والهيئات، ومراوحة المكان ليست من العمليّة بمكان ولا من الموضوعية.

الرواتب تتأخر، وهي مرهونة بتوافر الدعم وتدفّق المنح، لكن هناك العديد من الخطوات التي لا يتطلب إنجازها أكثر من مجرد توافر الإرادة والنية على المضي قدما في العمل.

مؤتمرات الاستثمار، موضة درجت ثم غابت عن المشهد، السؤال لماذا كانت؟ ثم السؤال الأعمق: ماذا تحقق فعليا على الأرض منها؟؟

دعم المحروقات التي حرقت أسعارها الأخضر واليابس، هل هو ممكن أم مستحيل؟

عديدة هي القضايا التي تتطلب وقفة، ولا نظن أنه يمكن الإحاطة بها في عجالة، والراتب ليس أول القضايا ولن يكون آخرها، وفي التعبيرات العامية يستخدم مصطلح" مفلّس" للتعبير مجازا عن حالة القرف والملل، فكيف إذا أفرز واقع تأخر الراتب الفلس حقيقة لا مجازا؟!!

هي تساؤلات لا تتنكر للجهد المبذول ولا للنجاح المتحقق في عديد المجالات، ولا لمأسسة العمل، ولكنها في الوقت ذاته لا تغفل الطموح بأن تظل الرواتب بمنأى عن أيّة هزّات أو ردات عكسية، لأن الموظف إنما يكتسب ميزة الأمان الوظيفي عمّا عداه، وفي حال فقد هذه الميزة فإنه حينها يفقد كل مقومات التركيز، والتركيز هو مقدمة الإبداع..وللحديث بقية.

http://www.miftah.org