أسماء في الذاكرة.. خليل الوزير النموذج
بقلم: رمزي صادق شاهين
2012/4/11

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13649

لقد أنجب الأم الفلسطينية العديد من الشخصيات التي أصبحت ذات أهمية كبيرة، هذه الشخصيات التي استطاعت بعطائها ونضالها والتزامها أن تحفر أسماءها في ذاكرة الشعوب، ليس على المستوى الفلسطيني أو العربي فقط، بل على مستوى شعوب الأرض بشكل عام، كما أن بعض المواقف والتواريخ جعلت من هؤلاء شخصيات يتحدث عنها الجميع نظراً لحجم تأثيرها ومحبة الجماهير لها.

القائد الرمز ياسر عرفات، الشيخ الجليل أحمد ياسين، محمود درويش، ناجي العلي، خليل الوزير، فتحي الشقاقي، أبو علي مصطفى، عمر القاسم، والعديد من الشهداء الأكرم منا جميعاً الذين كانوا عناوين مهمة في حياتهم وشهادتهم، وكذلك من الأحياء الذين لا زالوا شخصيات هامة وبارزة في تاريخ المسيرة النضالية الفلسطينية والمواقف الرجولية التي ستخلد أسمائهم في سجل الشرف.

اليوم نتحدث عن خليل الوزير (أبو جهاد) هذا القائد الذي نحيي ذكرى استشهاده بعد أيام، هذا القائد الذي جسد بحياته حالة فريدة، من حيث العقلية العسكرية والتنظيمية التي استطاعت أن تضع بصماتها خلال عدة عمليات قام بها أبطال المقاومة الفلسطينية، واستمرت هذه البصمات وصولاً إلى تفاصيل الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي انطلقت عام 1987، وشكلت نقلة نوعية في حالة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هذه الانتفاضة التي غيرت التاريخ وجعلت إسرائيل تقف أمام عظمة أطفال الحجارة، وقررت التوصل إلى تسوية سياسية مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

وبرغم فداحة الخسارة التي لحقت بثورتنا وشعبنا نتيجة استشهاد القائد خليل الوزير، إلا أن باستشهاده أعطي شعبنا ومناضلينا المزيد من التصميم على الاستمرار بطريق المقاومة لتحقيق حلم هؤلاء الشهداء بالتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة وعاصمتها القدس الشريف.

لقد عاش خليل الوزير فقيراً، ومات فقيراً، لم يملك إلا إيمانه بالله وبعدالة قضيتنا ، لكنه ترك لنا صفحات غنية بالمواقف الشجاعة التي مكنته من القيام بواجبه الوطني تجاه قضيتنا الوطنية، فلم يكن أبو جهاد يوماً من هواة جمع المال، أو البحث عن المكاسب الشخصية والامتيازات، بل أنه دفع كل ما يملك من أجل دعم مقاومة شعبنا وانتفاضته الباسلة، من أجل رسالة حملها في قلبه وعقله هي رسالة فلسطين التي ولدت معه لكنها لم تمت باستشهاده، بل ظلت في قلوب وعقول الأجيال التي أكملت المسيرة ولازالت إلى يومنا هذا.

سيظل أبا جهاد المدرسة الثورية التي تعلم منها الشباب الفلسطيني، فساروا على هذا النهج، متسلحين بالإيمان بالله وعدالة قضيتنا التي تحتاج إلى كُل الجهود والعمل، لأننا أمام احتلال يعتبر الأطول في التاريخ المعاصر.. احتلال ترك فينا الكثير من الألم ولا زال مصمم على المزيد من الاستهداف للأرض والإنسان والمقدسات.. احتلال لا يمكن أن يفهم الرسالة إلا بمنطق القوة التي آمن بها أبا جهاد، برغم قناعاته بأن كُل الخيارات يجب أن يتم دراستها بما تتطلبه المراحل النضالية، لكن مع وجود البدائل التي نستطيع من خلالها الاستمرار في طريق النضال والمقاومة وصولاً إلى أهدافنا الوطنية.

عاشت ذكرى استشهاد أمير الشهداء، عاشت ذكرى كُل الشهداء، والمجد لهم أينما كانوا، والحرية لأسرانا البواسل.. هؤلاء الأبطال الذين يخوضون أشرف معركة عرفها التاريخ، والتحية لشعبنا في كافة أماكن تواجده.. في المنافي والشتات.. في فلسطين التاريخية، والوفاء لأصدقاء ومناصري الشعب العربي الفلسطيني وكل الأحرار والشرفاء في العالم.

* كاتب وإعلامي فلسطيني- غزة. - ramzi.s.shaheen@gmail.com

http://www.miftah.org