يوم الأسير الفلسطيني.. يوم تحد للجلاد..
بقلم: د.حنا عيسى
2012/4/17

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13667

يحيي أبناء الشعب العربي الفلسطيني في 17 من شهر نيسان ذكرى يوم الأسير الفلسطيني. حيث أن الشعب الفلسطيني بدا بإحياء هذه الذكرى منذ 17/4/1974 وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني (محمود بكر حجازي) في أول عملية تبادل الأسرى بين الفلسطينيين و الاحتلال الإسرائيلي.

ومنذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967 وهي تواصل ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي لعشرات الآلاف من الفلسطينيين وإخضاعهم للتعذيب و المعاملة القاسية والحاطة بالكرامة, وذلك خلافا لأحكام المواد 83-96 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 و المادة 9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدينة و السياسية لسنة 1966 والتي تؤكد على الحق في عدم التعرض للاعتقال و الاحتجاز التعسفيين، وكذلك اتفاقية مناهضة التعذيب لسنة 1984.

وتعد سياسة الاعتقال من ابرز السياسات التي تنتهجها إسرائيل بتقييد حرية آلاف المدنيين الفلسطينيين.ويواجه المعتقلون ظروفا معيشية قاسية في ظل الإجراءات الإسرائيلية اللاانسانية بحقهم و التنكر لحقوقهم .

وتواصل قوات الاحتلال اعتقال الفلسطينيين بطريقة ممنهجة , حيث الإحصائيات تشير بان هناك ما يقارب الــ 4700 ألف أسير موزعين في سجون ومعتقلات الاحتلال ..وطالت الاعتقالات الأطفال و الشبان و الشيوخ و النساء ,واستخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة أساليب الاعتقال ,كما استخدمت سياسة اختطاف المواطنين على أيدي قوات خاصة . إضافة إلى تحويل المعابر و الحواجز العسكرية إلى كمائن لاعتقال المواطنين.

كما تعد الأوضاع الصحية للمعتقلين سيئة للغاية, وتفتقر عيادات السجون إلى الأطباء المختصين و الأدوية اللازمة للعلاج, كما ويمارس أحيانا كثيرة تعذيب الأسرى بهدف إيلامهم, مما يتناقض مع المادة 91 من اتفاقية جنيف الثالثة لسنة1949.

وهناك يوجد أكثر من مئتين طفل فلسطيني في معتقلات الاحتلال، ويحتجز الأطفال في ظروف سيئة تتنافى مع المواثيق و الأعراف الدولية الخاصة بالأطفال . وتترك عمليات الاعتقال أثارا نفسية قاسية على الأطفال مما يؤثر على قدرتهم على العودة إلى صفوف الدراسة .وتقوم إسرائيل بمنع أهالي الأطفال من زيارة أبنائهم بحجة المنع الأمني أو عدم حيازتهم للتصاريح اللازمة لدخولهم لإسرائيل , مما ينتهك حق الأطفال في عدم عزلهم عن أهلهم و الاتصال الدائم بهم.

كما منعت قوات الاحتلال الآلاف من ذوي الأسرى من زيارة أبنائهم, وصعدت من سياسة العزل الانفرادي و سياسة التنقلات وفرض الغرامات المالية على المعتقلين, إضافة للظرف القاسية و المعاملة المهينة ,والأوضاع غير الصحية و الرطوبة و المماطلة في العلاج . وفي انتهاك واضح لاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 مازالت إسرائيل مستمرة في احتجاز المعتقلين الفلسطينيين في سجون خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة ,كما ما زالت تشرع استمرار اعتقال ومحاكمة معتقلي قطاع غزة أمام المحاكم المدنية الإسرائيلية بعد حلها لمحكمة ايريز العسكرية .

وفي يوم الأسير الفلسطيني المطلوب من منظمات المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها التي تمارسها بحق الأسرى و المعتقلين الفلسطينيين وإنهاء معاناتهم و الالتزام بالمعايير الدولية في معاملتها للأسرى و المعتقلين الفلسطينيين وخاصة اتفاقية جنيف لسنة 1949 وتحديدا قواعد معاملة الأسرى و المعتقلين فيها.

http://www.miftah.org