هذه السياسة لن تمر
بقلم: حماده فراعنه
2012/4/21

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13682

أحد أبرز قيادات الشعب العربي الفلسطيني في مناطق العام 1948، النائب محمد بركة، ومن على منبر الكنيست خاطب برلمان وحكومة وشعب إسرائيل، بقوله: "نحن لسنا هنا بمنة من أحد، فالأرض لنا، والبيوت لنا، والتاريخ هو تاريخنا ولنا، ونحن منغرسون هنا عميقاً في هذه الأرض".

وعرى سياسة حكومة نتنياهو بقوله، "سياسة هذه الحكومة كما في كل الحكومات السابقة، التخطيط والعمل على اقتلاع المواطنين العرب من المدن الساحلية المختلطة، وسلخها عن وجودها التاريخي منذ مئات السنين وأكثر، في يافا وعكا واللد والرملة وحيفا، وبدلاً من ذلك تسعى الحكومة إلى جلب واستيطان مجموعات دينية يهودية متشددة، مجموعات متطرفة تسعى هي أيضاً إلى تنغيص الحياة على المواطنين العرب الفلسطينيين، إذ ليس صدفة زرع هذه الأعشاب الضارة داخل الأحياء العربية بهدف واضح وهو خلع المواطنين العرب من أحيائهم ومدنهم لتبقى نقية لليهود".

"هذه السياسة لن تمر" اختصرها محمد بركة باسم كل الفلسطينيين العرب داخل وطنهم في مناطق 1948، في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، لأن أصحاب الأرض، لن يغادروا وطنهم، ولن يقبلوا الرحيل والترحال، فالذي حصل في عامي النكبة 1948 والنكسة 1967، لن يتكرر، فالحياة تغيرت، وشعب النكبة والنكسة، تعلم الدرس وفهم الرسالة وتيقن أن لا كرامة لإنسان في غير وطنه، مهما قست الظروف القائمة والسائدة في بلاد الأجداد والآباء، فهي أكرم من حياة المنفى والتشرد، والأشقاء العرب مهما تكرموا في استقبال اللاجئ الفلسطيني، ومهما صبروا على استضافته، فخيرات بلادهم أولوياتها للمحتاجين منهم وما أكثرهم، ولذلك على الفلسطيني أن يتحمل ظروف بلده سواء في معاناته من التمييز أو من الاحتلال، ولكنّ بقاءه هو الأجدى وهو الأفعل في مواجهة إسرائيل ومشروعها الاستعماري التوسعي، ولهذا اختيار الفلسطينيين البقاء في وطنهم مع الظلم، افضل من أية خيارات رحبة، خارج فلسطين.

نضال الفلسطينيين، على أرض بلادهم، نضال مزدوج يصب في مجرى واحد، ضد التمييز والعنصرية ومن أجل المساواة في مناطق 48، وضد الاحتلال والاستيطان ومن أجل جلاء الاحتلال وقطعان مستوطنيه ونيل الاستقلال لمناطق الاحتلال الثانية العام 1967، الضفة والقدس والقطاع.

نضال له قياداته وأحزابه وشخصياته، بوسائل مدنية سلمية تراكمية تحظى باحترام العالم وتعاطفه ودعمه، لأنه نضال عادل شرعي جسدته قرارات الأمم المتحدة المتعاقبة، قرار التقسيم 181، وقرار عودة اللاجئين 194، وقرار عدم الضم والانسحاب 242، وقرار الدولتين 1397 وقرار خارطة الطريق 1515، وغيرها العشرات من القرارات الرافضة لضم القدس، والرافضة للاستيطان وعدم شرعيته، وبلا أي غطاء قانوني، بينما نضال الفلسطينيين على الجبهات الثلاث في الداخل وفي المنفى، نضال شرعي قانوني مسنود بقرارات الشرعية الدولية، ومؤسسات الأمم المتحدة.

نضال الفلسطينيين داخل وطنهم، سواء في مناطق 48 ضد التمييز ومن أجل المساواة، ونضالهم في مناطق 67 ضد الاحتلال ومن أجل الاستقلال، لا يلغي نضال اللاجئين الفلسطينيين في المنفى وبلاد الشتات، بل يساعدهم في اختزال عوامل الزمن لتحقيق تطلعاتهم، من أجل العودة واستعادة ممتلكاتهم المصادرة من قبل الدولة العبرية.

نضال الشعب العربي الفلسطيني بمكوناته الثلاثة من فلسطينيي 48، وفلسطينيي67، وفلسطينيي المنافي والشتات، مكمل لبعضه البعض، وجبهاتهم الثلاث المفتوحة ضد التمييز وضد الاحتلال وضد التشرد، ومن أجل تحقيق أهدافهم الثلاثة: المساواة والاستقلال والعودة وهذا يحتاج لبرامج عمل واقعية حسية تعكس الواقع المعيشي للشعب العربي الفلسطيني بمكوناته الثلاثة حتى يصل إلى الانتصار على المشروع التوسعي الاستعماري برمته.

h.faraneh@yahoo.com

http://www.miftah.org