فلسطين تجمع صفة الدولة وصفة منظمة تحرير وطنية بالنسبة للأمم المتحدة
بقلم: الدكتور حنا عيسى
2012/4/24

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13690

الدعوة لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، دون عمل ضاغط "يقنع" الاحتلال بجدوى هذه الدعوة وفاعليتها ميدانياً، ما هي إلا إعلان سياسي، قد يكون، في أفضل حالاته، تبرئة للذمة أمام الذات، وأمام الآخرين، بشأن قضية إنسانية فائقة الحساسية في الحسابات الشعبية الفلسطينية.

ولا نعتقد أن البيانات، في ظل موازين القوى الحالية، من شأنها أن تغير في واقع الأشياء، وان تزحزح الإسرائيليين عن تعنتهم. ينطبق هذا على قضية الأسرى، كما ينطبق على قضية الاستيطان.

فمجلس الأمن الدولي، ما كان له أن يتبنى قرارات بإجماع أعضائه، بمن فيهم الولايات المتحدة، تدين الاستيطان، وتدعو لتفكيكه، لولا العوامل الضاغطة عليه آنذاك، أهمها العامل الفلسطيني، متمثلاً في ذلك الوقت بهبات شعبية صاخبة في أنحاء المناطق المحتلة، وصدامات مع قوات الاحتلال، وبعمل للمقاومة الفلسطينية المسلحة ترك آثاره على واقع الإسرائيليين، واستنهض حالة عربية مارست ضغوطها على الأميركيين وباقي أطراف المجتمع الدولي في خدمة الموضوع الفلسطيني.

المرات التي أطلقت فيها إسرائيل أسرى ومعتقلين فلسطينيين، اندرجت في إطار صفقات تبادل، استعادت خلالها تل أبيب جنوداً لها (أو جثثاً لجنودها) كانت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية قد نجحتا في أسرهم. آخرها كانت صفقة استعادة شاليت مقابل حوالي 1500 أسير فلسطيني وعربي.

الظروف الحالية تفيد أن تكرار مثل هذه التجارب بات أمراً صعب المنال. فالحركة الوطنية الفلسطينية تعيش ظروفاً جديدة تؤكد أن استراتيجيات المرحلة السابقة قد استنفدت أغراضها، وانتهى أجلها. وأن عليها أن تبحث في الميادين المختلفة، عن استراتيجيات بديلة، من بينها إستراتيجية جديدة لتحرير الأسرى والمعتقلين.

تجربة خضر عدنان وهناء الشلبي تفتح الباب للبحث في هذه الإستراتيجية. فقد نجح الاثنان في استعادة الحرية عبر إضراب مفتوح عن الطعام، كانا فيه على استعداد للصمود حتى الموت.

بات واضحاً، لدى صف من الأسرى أن «الخارج» لم يعد بإمكانه أن يقدم لهم سوى الدعم المعنوي. وأن أمر استعادة حريتهم بات يقع على عاتقهم إلى حد كبير جداً. وأن سلاحهم هو اللجوء إلى الإضراب المفتوح عن الطعام وغير ذلك من النضالات التي راكم المعتقلون في خبراتها.

هذا يعني التوافق وطنياً على هذه الإستراتيجية، وإزاحة الأوهام جانباً، والدفع بالأسرى نحو التوحد حول قرار ملزم للجميع، لخوض معارك ذات أهداف محددة (مثال إلغاء الاعتقال الإداري نهائياً).

خطوة كهذه لا تستنهض الحركة الأسيرة داخل السجون فقط، بل قطاعات واسعة من الحركة الشعبية المتصلة بهذه الأسيرة.

* عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- دمشق

http://www.miftah.org