صحيفة 'هآرتس' تروى تفاصيل جريمة احتلالية في قرية رمون..!!
بقلم: محمد أبو علان
2012/5/7

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13723

"إحدى عشرة رصاصة أطلقها جنود الجيش الإسرائيلي في منصف الليل على ثلاثة أشقاء فلسطينيين اعتقدوا أن المستعربين الذين هم بالقرب من بيتهم عبارة عن لصوص، واستمر الجنود بإطلاق النار حتى بعد سقوط الأخوة الثلاثة جرحى، أحدهم قتل واثنان أصيبا بجروح خطرة"، هذا ما كتبته صحيفة "هآرتس" العبرية عن اقتحام وحدة مستعربين من جيش الاحتلال الإسرائيلي لقرية رمون بالقرب من رام الله في 23-3-2012..

"هآرتس" وصفت الحادث بأنه "كان من الأكثر الأحداث خطورة في أكثر الشهور هدوء، وكان حادث قاتل ليس له أي مبرر".

وتابعت الصحيفة الحديث عن تفاصيل هذا الحادث بالقول: الحدث كان عندما دخلت وحدة مستعربين "دفدفان" من جيش الاحتلال الإسرائيلي للتدريب في منتصف الليل في قرية فلسطينية هادئة ومزدهرة، ثلاثة من أبناء العائلة الأبرياء استفاقوا على الضجة معتقدين أن الأمر يتعلق بلصوص، حاولوا إبعادهم بالعصي وسكاكين مطبخ، وعندها أطلق جنود وحدة المستعربين النار على الأخوة الثلاثة دون إشعارهم بأنهم جنود، إحدى عشر رصاصة أدت لمقتل أحدهم وإصابة الآخرين، وبعد سقوطهم جرحى على الأرض استمر الجنود بإطلاق النار، ومن ثم أخذوا يعتدون عليهم بالضرب، ومنعوا عنهم العلاج الطبي لمدة تجاوزت الساعة".

وأشارت الصحيفة "إن هذا الحادث كان بالإمكان تجاوزه لو أن جنود وحدة المستعربين عرّفوا على أنفسهم في الوقت المناسب أمام الأخوة الثلاثة، وكان كذلك بالإمكان منع ما حصل لو توقف الجيش الإسرائيلي عن اقتحام القرى الفلسطينية في منتصف الليل وكأنها معسكرات تدريب خاصة به".

أكرم أحد الأخوة الثلاثة والذي جرح خلال هذا الحادث يقول "شاهدت شخصين يقتربان من البيت، قمت بالصراخ على أخوتي الذين صحوا من نومهم، والأشخاص يقتربون أكثر وأكثر من البيت لمسافة أمتار عديدة، خرج أخوة أكرم ومعهم سكاكين مطبخ، وخلال الحوار مع وحدة المستعربين باللغة العربية للاستفسار عن هويتهم قام أحد المستعربين بسحب مسدس من تحت ملابسه وأطلق النار فأصاب راشد أحد الأخوة الثلاث".

بعدها وصلت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي للمكان، الأخوة الثلاث اعتقدوا أن الجيش جاء لمساعدتهم ضد اللصوص، الجنود ارتدوا ملابس عسكرية ووجوهم مغطاة، الجنود نادوا اثنين من الأخوة بالعربية والعبرية للتوقف وكانوا في الوقت نفسه ينزفون دماً.

أكرم عند مشاهدته للجنود قام بإلقاء العصا التي بيده وقال أنه مسرور لمجيء الجنود لإنقاذهم من اللصوص المسلحين، وقال "لم أكن أعلم أنهم مستعربين وإلا دخلت للبيت منذ البداية"، وتابع حديثه بالقول للجنود بأن إخوته جرحى، رداً على ذلك أطلق عليه أحد الجنود النار فسقط هو الآخر على الأرض، حاول الوقوف إلا أنه سقط من جديد، وطلب منه الجنود أن يخلع ملابسه.

بعد إصابة الأخوة الثلاثة خرج والدهم العجوز ليسأل الجنود لماذا تطلقون النار على أبنائي، رد عليه أحد الجنود "أصمت وإلا سنطلق النار عليك أيضاً".

والأخوة ينزفون طلب الجنود من والدهم إحضار بطاقات الهوية الشخصية لأبنائه الثلاثة، وأخذوا يفحصونها أمنيا وتركوا الجرحى على الأرض ينزفون خلال هذه الأثناء لمدة ترواحت ما بين 40 إلى 60 دقيقة، ومنعت سيارة إسعاف فلسطينية من الوصول لهم، وبعد انتهاء الفحص الأمني لهوياتهم بدأ الجنود بعلاج الجرحى، وتم نقلهم بسيارات عسكرية لخارج المكان ومن ثم نقلا بواسطة سيارات إسعاف إسرائيلية إلى مستشفى "شعاري تصديق".

أنور تم التحقيق معه في المستشفى من قبل ضابط في المخابرات الإسرائيلية اسمه آدم، ضابط المخابرات قال لأنور بأنكم تسببتم بجرح جندي إسرائيلي، حينها فقط أدرك أنور بأن الحديث يدور عن جنود وليس عن لصوص.

الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي علق لصحيفة "هآرتس" حول الموضوع بالقول "في أعقاب الحادث الذي قتل فيه فلسطيني، وجرح أخويه أمر الجيش الشرطة العسكرية بفتح تحقيق في الحادث، وعليه لا يمكنني التعليق على الموضوع وهو في طور التحقيق".

الجدير ذكره أن إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي كانت قد أعلنت في أعقاب الحادث أن مخربين فلسطينيين حاولوا طعن جندي إسرائيلي، وإن النيابة العسكرية لن تحقق في الموضوع..!!

* كاتب فلسطيني من بلدة طوباس في الضفة الغربية. - draghma1964@yahoo.com

http://www.miftah.org