نابلس تحت هجوم المستوطنين
بقلم: وفا- جميل ضبابات
2012/5/23

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13778

عصيرة القبلية (نابلس)- محيط قرية عصيرة القبلية هادئ صباحا، لكن بعض العائلات التي تسكن أطراف القرية تخشى الموت الذي يأتي مثل 'القضاء العاجل' في اي لحظة.

فليس هناك اي ضمان في اي وقت، لعائلة عبد الباسط احمد، ان تكمل نهارها بدون ان تتعرض لإطلاق النار أو قنابل 'المولوتوف' الحارقة..او حتى الحجارة.

على مسافة 300 م فقط، يقع اقرب بناء استيطاني في مستوطنة 'يتسهار'، ومن هناك ينطلق عادة المهاجمون الذين حاولوا إحراق منزل عبد العظيم احمد على من فيه اكثر من مرة.

عصيرة القبلية التي تقع في عمق ريف نابلس الجنوبي، شهدت قبل يومين اكبر هجوم منظم للمستوطنين بعد هجوم آخر منتصف كانون اول الثاني الماضي عندما حاولوا إحراق منزل عبد العظيم.

'اضرموا النار في سيارتي. سيارة الجيران. احرقوا كل شيء.' لكن عبد العظيم يقول ان كل محاولاتهم لإحراق المنزل لم تنجح حتى الآن'.

كان الرجل يتناول طعام الغداء هو وعائلة، ولم تنقض سوى خمس دقائق، من سماع العائلة نداء أهل القرية حول هجوم قادم حتى كان المستوطنون على مشارف ساحة منزله.

بالنسبة لعبد العظيم وأفراد عائلته، الهجوم يعني مسألة حياة او موت. 'خرجنا للتصدي لهم. كانوا يرجموننا بالحجارة. كانت صدورهم عارية وملثمين، وليس هناك حالة أمنية في الضفة الغربية أسوء من الوضع في جنوب نابلس. ففي اي لحظة يمكن ان يشن المستوطنون هجوم ويطلقون النار'.

وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ' لم يعد اي شيء مستبعد(,,,) يمكن ان تحدث اي كارثة في اي وقت'.

وتشير احتمالات عديدة الى ان عمليات المستوطنين اليومية التي ينفذونها في ريف نابلس الجنوبي، هي عمليات منظمة بدقة.

في قرى جنوب نابلس، يظهر الأمل بتوقف هجمات المستوطنين، حلم مستحيل.

وقال احمد عبد الهادي وهو رئيس المجلس القروي في القرية ' لا يوجد امل.هذه ليس اول مرة يهاجمون فيها القرية بهذه القوة وهذا التنظيم'.

ويقول السكان، إن سيارات تقل مستوطنين من مستوطنات أخرى، يصلون إلى مستوطنة 'يتسهار' للمشاركة في الهجمات على القرى المحيطة.

من أي مكان في قريتي عصيرة القبلية وبورين وهما القريتين الأكثر تعرضا للهجمات، يمكن مشاهدة أطراف المستوطنة التي يسكنها مستوطنون يعتبرون الأكثر تطرفا في الضفة الغربية.

وفي نابلس، هناك نحو 12 مستوطنة و34 بؤرة استيطانية، يسكن فيها نحو 24 ألف مستوطن. ويشكل هؤلاء قنبلة موقوتة.

وقال عبد العظيم إن الهجمات بدأت على منزله والمنازل المجاورة وهي الأقرب لمستوطنة 'يتسهار' منذ 15 عاما، وإنها لم تتوقف.

ويقول سكان القرى التي تتعرض للهجمات اليومية من المستوطنين، إن الجيش الإسرائيلي، لا يتدخل في اغلب الحالات لوقف الهجمات.

وفي الهجوم الأخير حمل المستوطنون أسلحة أوتوماتيكية، وأطلقوا النار صوب السكان، ما أدى إلى إصابة احدهم. قال عبد العظيم' كانوا يحملون الرشاشات والمسدسات. رأيناهم يطلقون النار مباشرة علينا. كانوا مرات عديدة يشعلون النار او يستخدمون الحجارة لكن هذه المرة يريديون القتل المباشر'.

واظهر فيديو صوره احد نشطاء جمعيات حقوق الانسان، مستوطنين يحملون اسلحة رشاشة ويطلقون النار صوب المواطنين الذين خرجوا للتصدي لهم، فيما كان الجنود يقفون على بعد امتار ويكتفون بالمراقبة.

وقال عبد العظيم ' الجيش لم يفعل شيئاً.الجيش كان يراقب'. يردد المعنى ذاته كثير من سكان القرية الذين كانوا في المكان لحظة الهجوم.

ويقول الفلسطينيون مواطنون ورسميون، ان تعزيز الاستيطان في السنتين الماضيتين كسر ظهر اي احتمال لاستئناف المفاوضات المجمدة.

والاستيطان الذي شكل العقبة الرئيسية أمام اي تقدم حقيقي في المفاوضات منذ توقيع اتفاق اوسلو، قضية أولوية لحكومة بنيامين نتياهو اليمينية.

وأقرت الكنيست الإسرائيلية، الليلة الماضية، بالقراءتين الثانية والثالثة قانون اعفاء من الضريبة لمن يتبرع بالأموال للمنظمات الاستيطانية الصهيونية.

وكان رئيس الائتلاف الحكومي زئيب الكين، وهو مستوطن قد قدم القانون من اجل تشجيع الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وبموجب القانون الجديد يحصل كل من يتبرع للاستيطان على إعفاء ضريبي بقيمة 35%. والسكان في القرى التي تتوسع المستوطنات بشكل مستمر على حساب أراضيهم، ليسوا بحاجة الى تأكيد رسمي إسرائيلي بقراءات قانونية ليعرفوا الخطر القادم من المستوطنات.

وقال منير درويش وهو واحد من سكان القرية عانى كثيرا من هجمات المستوطنين، 'هذه سياسة. كل ما يجري سياسة. انظر هذه المستوطنات أيضا سياسية. وعندما يهاجموننا وينشرون الرعب ايضا سياسة'.

' هؤلاء لا يؤمنون الا بالقتل.لا تستطيع ان نعيش في هذا الوضع.لا نستطيع.لا نستطيع'.

http://www.miftah.org