ومضة: التطوع بين الإنكفاء والتجدد
بقلم: د. صبري صيدم
2012/6/5

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13816

لا يستطيع أحد أن ينكر دور التطوع والمتطوعين في حياتنا الفلسطينية، وما لهذا الدور من تأثير سابق وواضح في مسيرة الصمود والعطاء.

ولا ينكر أحد أيضا أن التطوع ذاته قد انكفئ خلال السنوات الماضية وبقي محصورا في إطار بعض المؤسسات الحكومية والأهلية والجامعية والأكاديمية على اختلافها، والتي عادة ما تعتمد ساعات التطوع كجزء من مسيرة التعليم والحصول على الشهادة الجامعية.

والغائب الأكبر في هذا الوضع حقيقة هي الروح، روح التطوع التي تراجعت لعدة أسباب منها السياسية والانتفاعية، والمادية، إضافة إلى أسباب معنوية جراء الإحباط الناتج عن سواد الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ولو كنا نريد جميعا أن نحصر المسببات والإشكالات التي أدت إلى هذا الإنكفاء فإن القائمة ستطول ولن تنتهي، وربما ستخضع لوجهات النظر الشخصية والمواقف المتفاوتة والمتباينة.

ولعل لقاء الأيام الأخيرة الذي حمل عنوان 'قراءات في العمل التطوعي في فلسطين' ونظمه المركز الفلسطيني للدراسات وحوار الحضارات على هامش مخيمه الصيفي وبحضور عينة متميزة من شباب فلسطين، قد ساهم في تقديم مقترحات لحلول بدت منطقية.

فلسان حال الشباب الحاضر تمحور حول ضرورة وجود قانون محفز للعمل التطوعي يشتمل على اعتبار سنوات التطوع جزءا من الخبرة العملية للمتطوع، قانون يمنع استغلال المتطوع ويساهم في تنظيم العمل التطوعي وتشجيع بناء الثقافة الداعمة لهذا العمل، قانون يقود إلى تعديل المنهاج المدرسي ليصبح التطوع جزءا إلزاميا ينطلق مع سنوات الدراسة الأولى.

المشاركون شددوا أيضا على أهمية رأب الصدع الفلسطيني الداخلي وخلق البيئة المواتية للشباب للعمل والإبداع والريادة والظهور والحضور والمساهمة السياسية الفاعلة، إضافة إلى ضرورة التركيز على البعد التوعوي ودور الفصائل والمؤسسات العامة والخاصة في دعم النهج التطوعي.

البعض عبر عن انتمائه للفكرة بصورة أكثر تأطيرا بطرحه الرغبة في استحداث نقابة المتطوعين أو العمل التطوعي، تشجيعا لهذا النهج وحماية لحقوق المتطوعين ومنصة للضغط والتأثير والمناصرة وحتى تشجيع الفكر الريادي الهادف لدعم متطوعي اليوم واقتصاديي الغد.

الحضور ركز أيضا على دور القطاع الخاص في حماية ثقافة التطوع وجعلها جزءا حاضرا من العمل المهني وعلى كل المستويات.

وأيا كانت المقترحات والرؤى، فإن عودة التطوع للتجدد فلسطينيا يجب ألا يعتبر ترفا معنويا وإنما حاجة ملحة تعكس روح العطاء والإخاء وحتى الفداء والتفاني خدمة للوطن والمجتمع وما بينهما.

http://www.miftah.org