"نتنياهو" يخاف مرسي
بقلم: خالد معالي
2012/7/2

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13896

تخاف دولة الاحتلال من كل حركة تغيير تحصل حولها في المنطقة؛ خشية عودة ما سرقته في غفلة من الزمن لأصحابه. حركة التغيير الجارية على قدم وساق في العالم العربي يخشاها عديدون ويصطفون معا؛ في محاولة فاشلة مسبقا لوقفها، أو للتقليل من أثرها،. وهناك للأسف من يتساوق مع الاحتلال –عن قصد أو غير قصد - في هذا...!

مطالبة جيش الاحتلال بميزانية 15 مليار إضافية للجبهة الجنوبية يشير إلى عمق مخاوف الاحتلال الحقيقية من القادم والمستقبل المجهول لها بعد فوز محمد مرسي.

مخاوف "نتنياهو" في محلها، كونها تنبع من تقديرات وتقييمات علمية صحيحة؛ فدولته هشة، ولا تحتمل خروج اكبر وأقوى دولة عربية من تحت وصايته وعباءته؛ ككنز استراتيجي ذهب هباء منثورا.

تركيز الاحتلال من إعلام وقيادات على جزئية من خطاب مرسي تتعلق بالاتفاقيات الدولية، وحديثهم المستمر عن "كامب ديفيد"؛ يشير إلى حالة الترقب والقلق لديه لما ستؤول إليه على يد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؛ بخلاف ما يعلنون وما يتمنون. مما يؤسف له طرح بعض الجماعات والأحزاب والأفراد هنا وهناك، نفس طرح الاحتلال في هذه القضية، وتجنيهم على مرسي بأنه موافق عليها، ولن يمس بها لاحقا.

هل يريد كل هؤلاء من مرسي أن يعلن إلغاء "كامب ديفيد" دفعة واحدة. أين الحكمة في ذلك؟ ألا يعني هذا فتح جبهة مبكرة غير مستعد لها، مع أمريكا والغرب ودولة الاحتلال معا، والكل متربص يه وينتظر منه زلة أو هفوة للتخلص منه بأسرع وقت،عدا عن وضع مبكر لعصي كثيرة في دواليب عربته الرئاسية.

تقييم "نتنياهو" للأمور هي من دعته للخوف- غير المعلن - من مرسي. صحيح أن مرسي صرح أكثر من مرة انه سيحافظ على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية؛ ولكن هذا لا يعني انه قد لا يراجعها، وليس من الحكمة الإعلان عن إلغائها دفعة واحدة، في ظل أعداء كثر يتحينون الفرص للانقضاض عليه.

وكما قال الرئيس محمد مرسي بان خمسة ملايين لا يخيفوا 90 مليون مصري؛ بل العكس صحيح. وهذا ما حصل سريعا، ومن يراجع تصريحات قادة الاحتلال وكتابه يخرج بنتيجة واضحة بان فوز مرسي يشكل خطرا حقيقيا على دولة الاحتلال.

التحديات أمام مرسي كثيرة جدا وتشكل حقل ألغام كبير، لكثرة المتربصين؛ ولكن هل من رئيس في العالم لا تواجهه تحديات؟ التحديات هي من تصنع الرجال والقادة العظام، كما هو متوقع لمرسي.

لو أن دولة الاحتلال أعطت الفلسطينيين دولتهم وتوقفت عن جرائمها بحق كل من هو فلسطيني وعربي؛ لوفرت على نفسها الكثير من العناء والمخاطر القادمة.

قد يستغرب المرء من حجم وقوة الهجوم على مصر ورئيسها مرسي، من قبل بعض الحركات والأحزاب حسدا من عند أنفسهم؛ ولكن تشتد حيرته باصطفاف هؤلاء مع الاحتلال ضد مرسي بشخصه وانتمائه ودولته، مما قد يدفع المرء للتساؤل: هل هو اصطفاف عفوي؟ أم جهل وسوء تقدير وحقد أعمى؟ أم كل ذلك معا وأكثر منه؟!

حالة عادية أن تختلف الأحزاب وحتى الأشخاص في وجهات النظر؛ ولكنهم لا يختلفون على المصالح العليا والقيم الايجابية السائدة. من ينتقد بأسلوب علمي صحيح دون إصدار أحكام مسبقة؛ ينجح، ويسير على هدى وينهض وينطلق.

من يستخدم الأكاذيب، ويلوي عنق الحقيقة؛ ويقول الآخرين ما لم يقولوا، ويلصق بهم أفعالا لم يقوموا بها، ويتفنن في التلفيق والتزوير؛ بهدف إظهار نفسه أنه على حق، وما عداه على باطل وضلال، ستذهب ريحه سريعا، ويلعنه اللاعنون، ويكون بعدها نسيا منسيا.غير مأسوف عليه.

http://www.miftah.org