رسالة إلى حركة حماس
بقلم: د. علي الأعور
2012/7/4

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=13903

بعد الانتخابات التشريعية عام 2006 ، وبعد تشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، كتبت مقالة من على صفحات جريدة القدس المقدسية بعنوان " امنحوا الفرصة لحكومة حماس" وكانت انتخابات ديموقراطية ونزيهة وكانت بمثابة العرس الوطني الفلسطيني، وقد اعترف العالم كله بنزاهة الانتخابات الفلسطينية ونجاح العملية الديموقراطية في فلسطين، وتمكنت حماس من الحصول على أكثر من خمسين بالمائة من أعضاء المجلس التشريعي، وأصبحت حماس جزاء من النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ولكن هل هذا يعني أن فوز حماس في الانتخابات السابقة يعطيها الشرعية إلى الأبد؟ هل فوز حماس وتشكيلها للحكومة بعد الانتخابات يعطيها الحق أن تحكم غزة إلى الأبد؟ هذه أسئلة مهمة جدا ويجب الانتباه إليها من قبل قادة حركة حماس وخاصة الأستاذ خالد مشعل على اعتبار أن سيطرة حماس على قطاع غزة بعد مرور ستة سنوات على الانتخابات السابقة وعدم منح العملية الانتخابية والديموقراطية أن تأخذ مجراها يحول حركة حماس إلى نظام ديكتاتوري يحكم بالحديد والنار واعتقد أن حماس يجب أن لا تكون كذلك أبدا ، لان الأنظمة الديكتاتورية مهما بلغت من قوة وجبروت ودبابات سوف تسقط أمام الإرادة الجماهيرية وإرادة الشعوب ، وحركة حماس حركة وطنية وشاركت في النضال الوطني الفلسطيني ولن تكون صورة مصغرة للأنظمة الديكتاتورية.

إن حركة حماس شاركت في الانتخابات السابقة وهي جزء من المجتمع الفلسطيني وجزء مهم في الحركة الوطنية الفلسطينية وبالتالي يجب أن تقبل بإرادة الشعب الفلسطيني والقبول بالعملية الديموقراطية.

إن العملية الانتخابية ومنح المواطن صوته لأي حزب آو أي جهة آو حركة وطنية لفترة زمنية محدودة ، وكما هو متعارف في كل النظم الديموقراطية ، والدول التي تمارس العملية الديموقراطية مدتها " أربع سنوات " ولا تعني أبدا إلى الأبد وقد رأينا العملية الديموقراطية في الولايات المتحدة الامريكية كيف أوصلت براك اوباما إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو رجل اسود ولأب مسلم ، ولكن ثقافة الديموقراطية واحترام صندوق الاقتراع في المجتمع الأمريكي والثقافة الأمريكية هي التي جعلت الأمريكيين يعترفون ويحترمون الرئيس اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

وعليه ....فان رسالتي إلى حركة حماس ...هي القبول بالعملية الديموقراطية والقبول بمبدأ " صندوق الاقتراع هو الفيصل" بين جميع مكونات الشعب الفلسطيني ، وان تسهل عملية تحديث السجل الانتخابي في قطاع غزة ، حتى نكون أمام انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وحرة يشهد لها العالم اجمع وعليها مراقبون من جميع دول العالم.

إن الربيع العربي وما سجله من تغيرات إستراتيجية في المنطقة وما أنتجه من ثقافة جديدة في المجتمع العربي " القبول بإرادة الشعوب والقبول بنتائج الانتخابات " وما حصل في تونس وفي مصر من وصول الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين إلى رئاسة الجمهورية في مصر ، كفيل بان يمنح جميع الأطراف الفلسطينية انتخابات ديموقراطية وحرة ونزيهة ويقبل بنتائجها الجميع ، على اعتبار أن الإسلام السياسي أصبح مقبولا في الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي كجزء من النظام السياسي الدولي وجزء من العلاقات الدولية بين الدول ، وإنني على يقين بان جميع الأطراف الفلسطينية ستقبل بنتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية نحو مجتمع فلسطيني حر ودولة مدنية فلسطينية يسودها القانون والنظام واحترام الأخر.

http://www.miftah.org