قرار الرئيس مرسي طرد الطنطاوي ومعه سامي عنان، وقبلهما بايام مدير المخابرات، هي من مناحي القوة وتتقاطع مع كريزما الشخصية الناصرية التي اقدمت على تأميم قناة السويس بعد حوالي ثلاث سنوات من صعوده الى السلطة على قاعدة التصدي لأعداء الشعب المصري والأمة العربية، والذين سرعان ما توافقوا على التحشيد والتجييش وشن الحرب والتي عرفت بالعدوان الثلاثي على مصر.

قبيل ايام من انتخابه رئيسا للجمهورية، قلص المجلس العسكري صلاحياته بما أسمي "الدستور المكمل" والذي يحظر عليه التدخل في الجيش والقضاء وقرارات الحرب والسلام، وبعد أيام من انتخابه رئيسا للجمهورية اضطرمحمد مرسي للتراجع عن قراره الذي ألغى فيه قرار المحكمة الدستورية القاضي بحل مجلس الشعب المنتخب، ثم بعد ذلك رضخ للمجلس العسكري وللطنطاوي الذي عين نفسه وزيرا للدفاع وصادق على ذلك، ثم جاءت عملية سيناء التي قتل فيها ستة عشر جنديا رغم الرسائل الأمنية التي حذرت من وقوعها، فيتوج كل ذلك بمنعه من المشاركة في تشييعهم لأسباب تتعلق بحالة الغضب التي تعتمل في صدور الجماهير والتي قد تشكل خطرا على حياته.

ان قراراته الاخيرة المتعلقة "بالتنظيف"، تمهد له الطريق ان يكون رئيسا قويا بعكس ما خططوا له ان يكون، رئيسا بدون صلاحيات "منزوع الدسم" كما وصفه احد المحللين، لكن هذا لا يفي بالغرض، ولا يرقى الى القرارات المصيرية العظمى التي تدفع الشعب والامة الالتفاف حوله، كأن يلغي اتفاقية "كامب ديفيد" دون ان يضطر الى تقديم ذرائع ومسوغات وأعذار عن لماذا يلغيها، "لا أريدها" فقط، وان يقدم على فتح معبر رفح بطرح الجواب على شكل سؤال "لماذا يكون المعبر مغلقا"؟!

وهناك مؤشرات جلية وواضحة لا تنسجم مع تقدمية ووطنية قراراته الاخيرة ابرزها الرسالة الى شمعون بيرس، وزيارة الرياض الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها ورفضه زيارة قمة عدم الانحياز لأنها في طهران، وانحيازه المعلن ضد النظام السوري، وحملة التنسيق العسكرية والأمنية مع اسرائيل في سيناء والتي اشاد بها الاعلام الاسرائيلي كأفضل ما وصل اليه التنسيق منذ توقيع كامب ديفيد، ناهيك عن عقوبات جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وصلت الى احكام اغلاق متنفسهم الوحيد نحو العالم وردم الانفاق واغراقها بالمجاري..!!

*** ***

ليس بين الرصاص مسافة

أنتَ مصر التي تتحدى

وهذا هو الوعي حد الخرافة

تفيض وأنت من النيل

تخبره أن تأخر موسمه

والجفاف أتم اصطفافه

وأعلن فيك حساب الجماهير

ماذا سيسقط من طبقاتٍ

تسمي احتلال البلاد ضيافة .... مظفر النواب.

* كاتب صحفي فلسطيني يقيم في مخيم الدهيشة- بيت لحم. - hamdifarraj@yahoo.com