إسرائيل تتحمل المسؤولية !!!
بقلم: يحيى رباح
2012/9/10

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14091

خلاصة ما قاله الرئيس أبو مازن, بصفته رأس الشرعية الفلسطينية, عن الوضع السياسي القائم, وعن التصعيد العدواني, وجنون الاستيطان وجرائم المستوطنين, والمأزق المالي للسلطة وانغلاق أفق التسوية, الخلاصة هي أن إسرائيل, في ظل حكومة نتنياهو الحالية التي تمثل ائتلافا عنصريا متطرفا, هي المسؤولة بالمطلق عما يجري, وعن الانفجار القريب المحتمل !!!

لان الممارسات الإسرائيلية اليومية, والسياسات الاسرائيلية قصيرة المدى وطويلة المدى, قائمة كلها على عنصر الاستقرار, والاستهانة بالاتفاقات المبرمة, والمتعالية على أبسط قواعد القانون الدولي و المتجاهلة للحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية.

إسرائيل, بعنجهية, وعربدة, وانحدار أخلاقي وسلوكي غير مسبوق, تريد أن تقول للفلسطينيين في الضفة والقطاع والقدس, وللسلطة الوطنية, ولكل الفصائل الوطنية والإسلامية دون استثناء, عليكم أن تعودوا إلى طاولة المفاوضات رغما عنكم !!! وعليكم أن تتوقفوا عن تنفيذ أي قرار أحادي يخدم مصالحكم دون موافقة منا, ودون مفاوضات, ودون تفاهم على طريقتنا !!!

وتريد إسرائيل أن ترسل رسالة إرهاب و تهديد للقيادة الفلسطينية بأنكم إذا ركبتم رأسكم فسوف ترون ما لم يخطر لكم على بال من الضغط , والتنكيل على كافة المستويات .

الصورة الآن واضحة, والتحدي الآن مكشوف,

وفي مواجهة من هذا النوع, نتأكد كفلسطينيين أننا على حق في كل ما نطالب به, وفي كل ما تذهب إليه, ولولا ذلك لما أصيبت القيادة الإسرائيلية بهذا الجنون.

وأنه من الآن فصاعدا, فإن القاموس السياسي والإعلامي الذي تستخدمه بعض الأطراف الفلسطينية يجب أن يتغير, فلا يمكن احتمال أن يقوم أي طرف فلسطيني باستغلال هذا الجنون الإسرائيلي بتفجير الضغوط والأزمات المفتعلة, و الاتهامات الحمقاء, والادعاءات الغبية ضد القيادة الفلسطينية, و ضد السلطة الوطنية!!! من حق المعارضة أن تعارض ولكن دون أن تقع في الفخ الإسرائيلي, ودون أن تقف في الصف الإسرائيلي سواء بعلم أو دون علم, لأن ذلك معناه الوقوع في وصمة عار لا تمحوها الأيام, و الأكثر من وصمة العار, أن يتوهم أي طرف مهما بلغ به الشطط, أن استغلال التهديد الإسرائيلي, والعدوان الإسرائيلي, والتفلت الإسرائيلي يمكن أن يستفيد منه أو يبني عليه, فلو حدث هذا من أي طرف فسوف تكون تلك حماقة غير قابلة للغفران.

ما تريده إسرائيل عبر هذه الممارسات العدوانية الشاذة, وعبر هذه الضغوط الهائلة, هو كسر الإرادة الفلسطينية, وتحطيم المشروع الفلسطيني, وبعثرة الوجود الفلسطيني من جديد في متاهات جديدة !!! وفي هذه الحالة, فإن حق الدفاع عن النفس بأبسط صورة, يفرض علينا أن نخرج من هذا الانقسام وليس أن نتاجر به, فإن وحدتنا هي خط الدفاع الرئيسي عن عدالة قضيتنا و عدالة حقوقنا.

http://www.miftah.org