حرب غزة.. احتمالات مفتوحة
بقلم: سميح شبيب
2012/11/19

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14313

لا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة متواصلاً ومتفاعلاً في الأوساط الإقليمية والدولية، إضافة إلى التفاعلات داخل إسرائيل وفلسطين.

تواصل العدوان وسط احتمالات شتى مفتوحة على الاتجاهات كافة.

ما حدث عملياً من مفاجآت طالت صواريخها القدس وتل أبيب، لامس حدود الإستراتيجية، وما تقتضيه تلك الملامسات من ردود فعل وتحركات.

وضعت تلك الملامسات الساخنة زعامة نتنياهو في مهب الريح، في حال توقفت الحرب، وأعلنت الهدنة، دون ردع إسرائيلي قوي، ضد الصواريخ ومطلقي الصواريخ وقواعد الصواريخ. ما قام به نتنياهو، إعلانه عن تشجيعه وقبوله الهدنة، في حال توقفت الصواريخ الفلسطينية من غزة، كما قام بتحديد شروط عديدة، لم تعلن، وقام بموافاة أطراف دولية، منها فرنسا، بقائمة الشروط تلك، والتي إن استجابت لها "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، فسيتمكن نتنياهو من القول: إن أهداف عملياته العسكرية في غزة قد تحققت. وبذلك ستظهر "حماس"، ومن معها، في موقف ضعيف وهش وهامشي في آن.

مصر معنية بالهدنة، ومعنية في الوقت نفسه بالظهور في الشارع المصري ـ الفلسطيني ـ العربي، بأنها وفية للثورة الشعبية في مصر، ووفية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، دون أن تتورط في حرب، لا يزال نظام مرسي الجديد، غير متأهب أو مستعد لها!.

إلى جانب إعلان نتنياهو استعداده للهدنة، ولكن بشروطه ورؤيته، قام بحشد قواته في محيط قطاع غزة، واستدعاء 75 ألفاً من جنود الاحتياط، واستكمال الاستعدادات التعبوية والنفسية للبدء في هجوم بري، يستهدف تقطيع أوصال القطاع، وضرب البنى التحتية للمقاومة المسلحة هناك.

تتحسب الأوساط الأمنية من ثلاثة احتمالات واردة في حال توسيع نطاق عملياتها في غزة، وتمكنها من ضرب البنى التحتية لـ"حماس" و"الجهاد" في آن. أول تلك الاحتمالات، تسلح المقاومة الفلسطينية في القطاع بأسلحة مضادة للدروع، متطورة وقادرة على إلحاق الخسائر الميدانية بالمدرعات الإسرائيلية، وثاني الاحتمالات الواردة، دخول "حزب الله"، في نطاق الحرب ضد إسرائيل، إسناداً ودعماً لحركة "الجهاد" في غزة، تحديداً. وثالث تلك الاحتمالات، لجوء "حماس" مجدداً، لشن عمليات انتحارية في القدس، وتل أبيب، وغيرها من المدن.

ومع ورود احتمالات خطرة وحساسة كهذه، فإن خيار اللجوء إلى حرب برية، لا يزال قائماً، بل قوي ومحتمل وجدي.

سيحاول نتنياهو، الاستمرار في حربه القائمة ضد القطاع، على النهج نفسه الذي تواصل خلال الأيام الخمسة السابقة، مع تنويع الأهداف، كما حدث، أمس، باستهداف محطات فضائية، وترددات إذاعية وغير ذلك، جاعلاً من هذا الاستمرار، أداة ضغط شديدة لحمل "حماس" و"الجهاد"، على القبول بشروطه، ومنها تسليم المعدات العسكرية للإسرائيليين، وهذا ما يشكل مقتلاً حقيقياً لوجود "حماس" و"الجهاد"، وسيكون بمثابة الانتحار الاختياري.

من الصعب التصور، بأن ثمة هدنة قائمة، في ظل ما حدث، ودون استخدام الردع الإسرائيلي، مهما كانت الاحتمالات الواردة خطرة على إسرائيل.

هناك تجاذبات قائمة، وتوازنات فاعلة في معادلة حرب غزة، وكل ذلك يجعل من هذه الحرب، حرباً مفصلية، غير قصيرة، واحتمالاتها مفتوحة على الاتجاهات كافة.

http://www.miftah.org