القيادة: الاربعاء يوم وطني للتضامن مع الأسرى
بقلم: مفتاح
2004/8/16

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=1435


رام الله - وفا- ترأس الرئيس ياسر عرفات، الاجتماع الأسبوعي للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وممثلي الفصائل والقوى الوطنية مساء امس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.

واستعرض الرئيس خلال الاجتماع، موضوع اضراب الأسرى والمعتقلين عن الطعام في السجون الاسرائيلية، واستنكر بشدة تصريحات وزير الأمن الداخلي هنغبي، الذي صرح بأن حكومة اسرائيل لا تبالي بذلك حتى لو استمر اضرابهم حتى الموت وهذا يدل دلالة واضحة على أن هذه الحكومة المتطرفة تتنكر بشكل سافر لكل الاتفاقات الدولية وبالأخص لاتفاقية جنيف الرابعة ولعملية السلام، وحيا الرئيس باسم القيادة الفلسطينية وباسم الشعب الفلسطيني وباسم الأحرار والشرفاء في العالم أبطالنا الأسرى والمعتقلين على صمودهم وبطولتهم وتضحياتهم، وأكدت القيادة كما أعلنت سابقاً على أن يوم 18-08 يوم وطني جماهري يعلن فيه الصيام ويتم التعبير عنه بالمسيرات والاحتجاجات الشعبية السلمية في الوطن والشتات وتشكيل غرفة عمليات لمواصلة الاتصالات الدولية وحشد كل الطاقات والتأييد لمطالب أسرانا ومعتقلينا الأبطال.

كما قررت القيادة متابعة شؤون الاضراب وذلك من خلال سلسلة اتصالات تجريها مع الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظماتها الدولية ومجموعة دول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي والدول الافريقية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة وذلك دعماً لكفاح المعتقلين الأبطال في صمودهم على درب الحرية والاستقلال.

كما استعرض عرفات، مختلف القضايا على كافة الأصعدة وبشكل خاص النتائج الخطيرة التي يسببها العدوان الاسرائيلي المتواصل والشرس ضد الشعب الفلسطيني وحقوق الانسان الفلسطيني والمؤسسات والمقدسات المسيحية والاسلامية وهدم المنازل والمباني التاريخية وحتى بعض المقدسات وتجريف الأراضي وقلع أشجار الزيتون والأشجار المثمرة ومصادرة آلاف الدونمات واستمرار البناء لاقامة "جدار الضم والتوسع والفصل العنصري"، الذي يصادر 58% من أراضينا وما يسببه من كوارث على حياة المواطنين واجراءاتهم العدوانية لشعبنا على مرأى ومسمع العالم أجمع كما أنه يثير غضب شعبنا الفلسطيني ازاء ذلك والتي تنذر بتهديد الاستقرار في المنطقة كلها، وأكد الرئيس، باسم الشعب الفلسطيني وباسم القيادة، أهمية تحرك المجتمع الدولي واللجنة الرباعية والعالم كله يتحمل مسؤولية اجبار حكومة اسرائيل المتطرفة للتوقف عن عدوانه المتصاعد والمستمر وفي كل المجالات وانتهاكها للمواثيق الدولية والاتفاقيات المبرمة واتفاقية جنيف الرابعة والزامها للعودة لعملية السلام وتنفيذ خارطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية وايقافها عن هذا العدوان والاحتلال الغاشم واستعمال جميع أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً وتعلن القيادة الفلسطينية أنها الشريك الحقيقي والطرف الملتزم للتوصل الى السلام العادل والشامل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية التي تنص على أن هذا السلام يتوفر ويستمر بانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف الى جوار دولة اسرائيل.

وأكدت القيادة "أن شعبنا يعلن مزيداً من الصمود والاصرار والارادة الباسلة دفاعاً عن أرضه ومقدساته وتدعو اللجنة الرباعية للتحرك الجاد والفعال لترسيخ مبادئ الحرية والعدل والسلام أمام مراوغات الحكومة الاسرائيلية ولانهاء الاحتلال الفوري لأرضنا والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران عام 1967 وكذلك من الأراضي العربية المحتلة حتى يتحقق السلام والازدهار لدول ولشعوب المنطقة بل وللعالم أجمع".

وأكدت القيادة، أن الرئيس عرفات، المنتخب من شعبه ديمقراطياً وما يتمتع به من التفاف شعبي عظيم على مستوى الوطن والشتات، التي تعبر عن اعتزازها بقيادته باستمرار من خلال مظاهرات ومسيرات وحشود التأييد في الوطن والشتات ترفض رفضاً مطلقاً حصاره وحصار الشعب الفلسطيني، وتناشد القيادة، الأحرار والشرفاء في العالم والقادة الأشقاء والأصدقاء في العالم وكافة محبي العدل والسلام والحرية واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي وروسيا واليابان والصين والدول الافريقية واميركا اللاتينية ودول عدم الانحياز والاتحاد الافريقي ودول المؤتمر الاسلامي والمجتمع الدولي لمضاعفة جهودهم للتأثير على حكومة اسرائيل ولايقاف عدوانها الشرس ورفضها لكافة الأعراف والمواثيق والشرائع الدولية من أجل تحقيق السلام الذي يشكل بالنسبة للقيادة الفلسطينية الهدف الأساس والحقيقي لبناء استراتيجية المستقبل المزدهر للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ولشعوب المنطقة كلها.

كما حذرت القيادة، مجدداً وبشكل حازم من التهديدات والمخططات الاسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك وتحمل حكومة اسرائيل المسؤولية عن العواقب الوخيمة والمترتبة على هذه المحاولات المحمومة والفاشلة كما تحذر القيادة الفلسطينية من ممارسات حكومة اسرائيل ضد المباني الأثرية والتاريخية للأراضي الفلسطينية مثل عمليات الهدم التي تقوم بها في البلدة القديمة في الخليل ونابلس وبيت لحم وجنين ورفح وبيت حانون وبيت لاهيا وخان يونس وبقية المناطق في الضفة وغزة والقدس الشريف وكذلك استمرار اسرائيل في الاستيطان وكذلك استمرارها في بناء جدار الضم والتوسع العنصري رغم قرار محكمة لاهاي والجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم قانونيته ووجوب ازالته هذا وثمن الرئيس مواقف رؤساء الدول من التهديدات الموجه الى الأماكن المقدسة وخاصة الحرم الشريف بما فيها رسالة الرئيس بوتن، الذي أكد فيها ضرورة الحفاظ على الأماكن المقدسة وكذلك الرسالة الخطية للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، الذي اعتبر أي اعتداء على الأماكن المقدسة سيكون جريمة ضد القيم الدينية المشتركة للتعايش والتسامح.

واستعرضت القيادة، المواقف الرائعة للمؤتمر الحضاري لحوار الأديان وخاصة بين المسيحيين والمسلمين ومع قوى السلام في اسرائيل، الذي عقد في فلسطين باشراف الرئيس عرفات، وجسدت نتائجه تمثيلاً أصيلاً لعظمة الوحدة والتماسك الذي يتجلى به شعبنا ونموذجاً فريداً للانسانية في التسامح والتعايش والتآخي. واستعرضت القيادة، نتائج قرار عرفات بمواصلة واستمرار نهج الاصلاح في جميع المجالات والمؤسسات الرسمية والأهلية والموقف الجماهيري لترسيخ الوحدة الوطنية وللتكافل الاجتماعي والعلاقات الفلسطينية والداخلية والخارجية المتطورة والايجابية وعلى كافة الصعد.

وثمنت النتائج المتقدمة والجيدة من خلال استمرار نهج الاصلاح وما نتج عن ذلك من معالجات ايجابية في كثير من القضايا وتناغم الايقاع الوطني بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية كما رحبت القيادة بالاجراءات على صعيد النهوض بالعمل الأمني الذي بدأ المواطنون يلمسونها في حياتهم اليومية وتوخي السلوك العام المنظم لضبط الأمن والنظام العام تعبيراً عن تمسك منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل والقوى الفلسطينية والسلطة الوطنية بالبرنامج الوطني، الذي يوفر النمو والتطور والابداع للمجتمع المدني وتكريس نشاطاته وفعالياته لبناء دولة القانون والنظام والديمقراطية ورفض كل الأساليب العابثة والواهمة والمغامرة بالمصلحة الوطنية العليا للوطن والمواطن والتطور الديمقراطي الحضاري.

كما ثمنت القيادة، الموقف الأوروبي، الذي أكد على الشفافية التي تتمتع بها السلطة الوطنية، والتي تقوم بتوجيه الأموال التي تتلقاها من الدول الأوروبية ومن الدول المانحة في الطريق السليم وفي أوجه الصرف الواضحة والبعيدة عن الاتهامات والمزاعم التي تطلقها حكومة اسرائيل.

كما حيت القيادة، الجهود الفلسطينية التي تبذلها لجنة الانتخابات المركزية ووزارة الحكم المحلي والاجراءات التي أعلنت بشكل واضح بوسائل الاعلام جميعها وتكريس هذه الجهود لانجاح انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة ومباشرة ومراقبة من اللجان الأهلية لمراقبة الانتخابات، وكذلك من المراقبين من الدولة العربية والصديقة والشخصيات الاعتبارية الأمر الذي يفرض على اللجنة الرباعية والعالم أجمع توفير المناخ الفوري لممارسة الانتخابات وهذا يقتضي انسحاب قوات الاحتلال وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات وعملية السلام.

وأكدت القيادة على التزامها بتنفيذ خطة خارطة الطريق وأن الانسحاب من غزة جزءاً من خارطة الطريق ومتزامناً مع الانسحاب من الضفة والقدس الشريف لاقامة السلام العادل والشامل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية وبالتنسيق والتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية وتشكر القيادة هذه الجهود المصرية والرئيس مبارك حسني مبارك على ذلك التحرك الفعال مع كافة الأطراف لتحقيق ذلك.

وحذرت القيادة، من المحاولات المشبوهة الهادفة لارباك مخيماتنا في لبنان ومضاعفة المشاكل، التي يعاني منها أهلنا في هذه المخيمات والنيل من صمودها ورفض القيادة لهذه التحركات، وأكدت أن شعبنا في الوطن والشتات صامداً وحريصاً على مزيد من التكاتف والتعاضد.

كما حيت القيادة، الحكومة اليونانية والشعب اليوناني الصديق والجماهير من كل أنحاء العالم، التي صفقت طويلاً للوفد الفلسطيني المشارك في الألعاب الأولمبية في اليونان وتعبيرها الصادق للشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والسيادة والاستقلال.

http://www.miftah.org