هل سينهي العدوان الانقسام؟
بقلم: بركات شلاتوة
2012/11/27

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14353

ماذا ينتظر القادة السياسيون لحركتي “فتح” و”حماس” كي ينهوا انقسامهم بعد هذه الفرص المواتية التي تمثلت في الوحدة الميدانية والتآلف الذي ساد في أوساط الحركتين إبان العدوان الصهيوني الدموي على قطاع غزة وبعده، وبعد التقارب غير المسبوق بين قيادتي الحركتين؟

الجرح الذي أحدثه الانقسام مازال غائراً من جراء محرقة غزة الأولى عام 2008- 2009 حيث لم تمض سوى شهور على الحسم العسكري هناك، لذا لم يكن ذلك العدوان كافياً لخلق أي تقارب بين “فتح” و”حماس” وكان ذلك مبرراً إلى حد ما . الآن وبعد المحاولات العديدة الفاشلة لتحقيق الوحدة يأتي العدوان ليقول للحركتين كفى مماطلة وتسويفاً، لأن هذه المواقف لن ينفع معها التسويف بل “دق الحديد وهو حام”، الآن على قيادتي الحركتين إنهاء تلك المهزلة التي طالت، وليكن معلوماً أن هذه الفرصة إن تم تفويتها فلا يمكن إنهاء الانقسام أبداً .

لذلك فإنه بعد انتهاء العدوان توقع العديد من الفلسطينيين أن يبادر الرئيس محمود عباس إلى زيارة غزة والمشاركة في احتفالات النصر، لكن خاب الظن بعد، ولم يقم بهذه الخطوة التي كانت كفيلة بإنهاء الانقسام بشكل حقيقي وتحقيق تقارب غير مسبوق بين القيادات في الحركتين، لأن “حماس” ستجد نفسها مضطرة للرد على الخطوة بأحسن منها .

ورغم ذلك فإن بوادر الوحدة لاحت في الأفق بعد مسيرات الوحدة التي عمّت شوارع الضفة الغربية وبالذات مدينة رام الله خلال أيام العدوان الثمانية، وما صاحبها من شعارات وتأكيدات بأن لا انقسام بعد اليوم، تبع ذلك، الخطوة التي قامت بها الحكومة المقالة في غزة من إطلاق سراح المعتقلين من حركة “فتح” على خلفية الاقتتال، والمنتظر الآن خطوة مشابهة من السلطة في رام الله حتى تكون الأرضية جاهزة للسير مباشرة نحو إعادة توحيد الوطن ونبذ الفرقة .

الآن وبعد كل هذه الآلام والتضحيات حري أن تكون الدماء الزكية التي سالت على أرض غزة كافية لتوحيد شطري الوطن وبخاصة إن خلصت النوايا، لأن الوطن أكبر من الجميع . وبعد النصر الذي تحقق، فإن التحرك المنتظر في الأمم المتحدة بعد يومين متوقّع أن يكتب له النجاح وسيكون نصراً جديداً للدبلوماسية الفلسطينية وسيخلق حالة من التوازن ما بين غزة والضفة وسيساعد على التحرك في المؤسسات الدولية لملاحقة “إسرائيل” على جرائمها .

في ظل هذا التسارع للأحداث يبقى على الرئيس عباس أن يتوجه إلى الأمم المتحدة تاركاً خلفه شعباً موحداً يسوده التعاضد والتآلف حتى يواجه العالم بقوة وعزيمة وإرادة صلبة، خاصة أنه تحدّى واشنطن و”إسرائيل” ورفض الخضوع للضغوط والإملاءات، لذا فإن شعبه سيكون الحاضن له والمدافع عنه بعد التهديدات الصريحة “الإسرائيلية” والأمريكية لشخصه .

الخطوة الفلسطينية المنتظرة يجب أن تخلق حالة من الإجماع في أوساط الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه، لأنها وإن كانت أقل من الطموحات لكنها أفضل من لا شيء .

http://www.miftah.org