ما بعد نيل صفة الدولة غير العضو!
بقلم: سميح شبيب
2012/12/3

الموقع الأصلي:
http://www.miftah.org/display.cfm?DocId=14375

إنجاز مهم، وانتصار دبلوماسي بينّ، تمكنَّا من الاستحصال عليه، جاء هذا الانجاز تتويجاً لكفاح وطني عريق، امتد زهاء قرن من الزمان.

اصبحت فلسطين - سياسياً، كياناً قائماً باعتراف اكثرية دول العالم، واصبح لدينا خيارات واسعة، لتنشيط حركتنا السياسية تجاه تحقيق امل الدولة المستقلة، وهذا ما يحتاج الى جهود دؤوبة ومكثفة، صادقة ومتواصلة، وهذا ما يستلزم كفاحا وطنيا، منوعا ومتكاتفا بين فئات الشعب الفلسطيني كافة.

ما حصل مهم وعظيم، علينا أن ندرك ابعاده، ونتدارس سبل تجسيده، وتوظيفه، تجاه تحقيق امل الاستقلال الوطني الناجز.

لعله من نافلة القول، ان هذا الانجاز، وتوظيفه وتجسيده عملياً وميدانياً، واداءً، يستدعي الوعي الوطني اللازم، ولا يستدعي بالطبع المبالغة فيه، او المبالغة بما حصل، وكأنه نهاية المطاف، لأن في ذلك، ما يحمل من المخاطر الكثير، ولعل ابرزها، واولها، ما هو قائم عملياً وميدانياً.

صحيح أن نيل صفة الدولة غير العضو، سيفتح ابواباً واسعة، امام النضال الوطني ومستقبله، لكنه لا يعني الغاء للاحتلال، على نحو اوتوماتيكي او تلقائي.

الاحتلال والاستيطان والعدوان، لا يزال قائماً، وقد يحمل المستقبل القريب، تصعيداً له، وقد يحمل اجراءات اسرائيلية عدوانية قادمة، ومحاولات استجرار اشتباكات فلسطينية - اسرائيلية وفق اجندة اسرائيلية معدّة لهذا الغرض.

لذا، علينا الا نبالغ، بما استحصلنا عليه، وان ندرك بأن الاحتلال لا يزال قائما، وبأن العدوان متواصل، وبأن عقبات كثيرة لا تزال في انتظارنا.

المبالغة في الشيء، قد تؤدي الى الاحباط، بدلاً من ان تولد الامل في النفوس والعقول، تحرير الاسرى يحتاج الى جهود مضنية، ويحتاج الى خوص معركة تحريرهم، بأداء قانوني معقد، والى تضامن دولي - قانوني، يخدم مصلحة تحريرهم.

كما أن وقف الاستيطان، يحتاج الى جهود مضنية، متواصلة ودؤوبة، ترى الى كشف المستور، وكشف زيف الدعاية الاسرائيلية، والرقي في التضامن الدولي، لدرجة فضح الطبيعة الاستيطانية - الاستعمارية له.

قضايا الاستقلال كافة تحتاج الى جهود وخطط وطنية مدروسة، تكفل الوصول الى الهدف، بطرائق سلمية وسليمة في آن.

قد تكون الدعوة، لعقد مؤتمر دولي للسلام، والعمل حثيثاً للاعداد والتمهيد له، أقصر الطرق واسلمها، للوصول الى غاياتنا الوطنية، بأداة فلسطينية موحدة، وبتضامن دولي تشارك به معظم دول العالم.

http://www.miftah.org